وسط حضور مجموعة من شركات المقاولات والمكاتب الهندسية في السعودية والعالم العربي، اختتمت في الرياض أمس فعاليات دورة الترميم والحفاظ على التراث العمراني، في قاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، التي بدأت يوم السبت الماضي، واشتملت على عدد كبير من المحاضرات القيمة ألقاها أساتذة متخصصون من كل من السعودية وسورية ومصر وفرنسا. وأكد الدكتور زاهر بن عبد الرحمن"أن الهدف منها تعريف المتدربين بالتشريعات والأنظمة والمعايير الدولية المتعلقة بالحفاظ على التراث العمراني، ودور المعلوماتية والمواد التقنية الحديثة في الحفاظ عليها، إضافة إلى تعريفهم بالمواد المستخدمة في عمليات ترميم المعالم الأثرية والتراثية، وتوضيح طرق وأساليب إعداد مشروعات الترميم". وقد قام المتدربون من خلال هذه الدورة بزيارات ميدانية لعدد من المشروعات المنفذة على ارض الواقع، وأوضح الدكتور زاهر أن الدورة وغيرها من الدورات المماثلة التي سيتم تنظيمها لاحقاً تأتي من منطلق أن الإنسان المؤهل هو القادر على تحمل مسؤوليات إعادة تأهيل المباني التراثية وصون تراثنا المعماري بشكل عام. مشيراً إلى أن هذه الدورة صاحبها معرض متخصص يتضمن بعض النماذج لمشروعات ترميم المواقع التراثية وإعادة تأهيلها، كما تم تعريف المتدربين بجهود مجموعة من المؤسسات الحكومية والمكاتب الهندسية والاستثمارية، وشركات المقاولات المعنية. يذكر أن التراث مؤسسة وطنية لا تسعى إلى تحقيق الربح كهدف أساسي. قام بإنشائها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود انطلاقاً من حرصه وعنايته بالتراث، وهي تعمل على إعادة صياغة المفهوم الوطني للتراث، وتأكيد أهميته كعنصر متجدد يستمد جذوره من الماضي، ليسهم في انطلاقة حضارية واثقة إلى مستقبل أكثر إشراقاً وتألقاً.