سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انسحاب سوري متوقع اليوم ... لبنان في محادثات سعودية - اردنية وترحيب عربي بقرار الاسد . بيروت : احزاب الموالاة الى الشارع و"الساحة اللبنانية" اسيرة التظاهرتين
في ما يشبه نهاية حقبة وبداية أخرى يتوقع أن تبدأ القوات السورية المنتشرة في لبنان اليوم انسحابها الى البقاع في ختام اجتماع للمجلس الأعلى اللبناني - السوري. وعلى رغم اعلان واشنطن عزمها على مواصلة الضغوط على دمشق لانجاز انسحاب كامل من لبنان لجنودها وعناصر الاستخبارات، اتجهت الأنظار الى"الساحة اللبنانية"التي بدت على أبواب اختبار قوة غير مسبوق إثر قرار"حزب الله"، تشاركه أحزاب أخرى، بتنظيم مسيرة حاشدة غداً في قلب بيروت وعلى مسافة أمتار من التظاهرة التي تنظمها المعارضة اللبنانية اليوم قرب ضريح الرئيس رفيق الحريري. ولاحظت مصادر مطلعة في بيروت ان خطاب الرئيس بشار الأسد أول من أمس، والذي لقي ترحيباً في عدد من العواصم العربية، سلط الضوء على الداخل اللبناني، خصوصاً بعد قرار"حزب الله"النزول الى الشارع للتنديد بالقرار 1559 والتعبير عن الوفاء لسورية ورفض انسحاب قواتها من البقاع اللبناني استناداً الى هذا القرار. وتوقفت المصادر عند قول الأسد لمجلة"تايم"الأميركية:"أنا لست صدام حسين وأريد أن أتعاون". وخيمت حال من التوتر في بيروت أمس غداة تحركات شهدها بعض شوارع العاصمة تأييداً لسورية تخللها بعض الظهور المسلح واطلقت خلالها هتافات استهدفت النائب وليد جنبلاط أحد أبرز أركان المعارضة. ومع عقد المجلس الأعلى اللبناني - السوري اليوم لتحديد ساعة الصفر من اجل انسحاب القوات السورية الى البقاع ثم الى الحدود، بدأت مرحلة جديدة اخذت ملامحها تقوم على لبننة الصراع السياسي الداخلي بموازاة الضغوط العربية والدولية على سورية لتنفيذ موجبات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559. وإذ اطلق الرئيس السوري اول من امس عناوين المرحلة الجديدة بإعلانه قرار الانسحاب السوري من لبنان, فإن اولى خطوات لبننة الصراع امس إعلان الأحزاب والتنظيمات والقوى الوطنية الحليفة لدمشق عن تحرك شعبي يقضي بالتجمع غداً الثلثاء في ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة، على بعد مئات الأمتار من ساحة الشهداء ومن جامع محمد الأمين حيث ضريح الرئيس الشهيد الرئيس رفيق الحريري، حيث تقيم قوى المعارضة اعتصاماً يومياً, ويفترض ان ترفده اليوم تظاهرة شبابية تنطلق من موقع الانفجار الذي استهدف موكب الحريري في الرابع عشر من الشهر الماضي. وفيما يتم تحرك المعارضة اليوم تحت عنوان معرفة الحقيقة حول اغتيال الشهيد الحريري، اعلن الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله امس ان التجمع الشعبي الذي اطلقته الأحزاب، ويبدأ غداً في بيروت ويشمل المناطق اللبنانية كلها لاحقاً، يتم تحت شعار رفض قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 والتدخل الخارجي في شؤون لبنان ولشكر سورية على جهودها فيه. وذكرت مصادر سورية مطلعة ان مؤسسة"سيرياتل"للاتصالات دعت امس الى تظاهرة حاشدة غداً الثلثاء في دمشق تأييداً للرئيس الاسد. وقالت معلومات في دمشق ان اجتماع المجلس الأعلى الذي يترأسه الأسد والرئيس اللبناني اميل لحود، سيبحث الانسحاب بحيث تم إنجاز المرحلة الأولى، أي الانتشار في البقاع في خلال شهر آذار مارس الحالي وقبل عقد القمة العربية المنتظرة بعد اسبوعين وأن المرحلة الثانية ستحدد في اجتماع ثان للمجلس الأعلى وللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين قبل الانتخابات النيابية اللبنانية في شهر ايار مايو المقبل. محادثات سعودية - اردنية وفي الرياض بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال اجتماعه امس مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، تطورات الأوضاع على الساحة العربية وبعض القضايا الخاصة بالعلاقات الثنائية بين بلديهما. ووصفت المصادر المطلعة المحادثات السعودية - الأردنية التي أجريت بأنها كانت تبادلاً لوجهات النظر في شأن مستجدات الأوضاع في كل من الأراضي الفلسطينية والعراق ولبنان وفي شأن الاتصالات العربية الجارية للتحضير للقمة العربية المقبلة في الجزائر، كما تناولت الزيارة المقبلة للعاهل الأردني للولايات المتحدة الأسبوع المقبل, اضافة الى العلاقات الثنائية. وأشارت الى وجود تطابق في وجهات النظر بين البلدين في شأن القضايا التي بحثت. وكان العاهل السعودي وولي عهده التقيا امس العاهل الأردني الذي قام بزيارة سريعة الى الرياض استغرقت نحو ثلاث ساعات رافقه فيها رئيس الوزراء فيصل الفايز والأمير هاشم بن الحسين. وأقام ولي العهد السعودي مأدبة غداء تكريماً لضيفه الملك عبدالله الثاني. وكانت ردود الفعل الدولية والعربية تعددت امس، واتصل الرئيس المصري حسني مبارك بالأسد وهنأه على خطابه معتبراً اعلانه نية الانسحاب"خطوة مشجعة"، وكذلك اعتبره الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. كما رحب مجلس الوزراء الكويتي بتأكيد الأسد عزمه على تطبيق الطائف والقرار 1559. اما على الصعيد الدولي فدعا الاتحاد الأوروبي الى التطبيق الكامل للقرار 1559 في اقرب وقت وطالب بجدول زمني للانسحاب، فيما رأت اسرائيل ان الإعلان السوري تجميلي. وجاء اعلان نصرالله عن التحرك الشعبي غداً الثلثاء، بعد استضافته اجتماع الأحزاب الحليفة لدمشق في مقره، ظهر امس، وإثر سلسلة من الحوادث التي حصلت ليل اول من امس بعيد انتهاء الرئيس الأسد من خطابه الذي اعلن فيه قرار الانسحاب من لبنان، فقد تظاهر عدد من مناصري حزب البعث امام مقر الاستخبارات السورية في بيروت، يتقدمهم الأمين القطري عاصم قانصوه ثم قام بعض منهم مع منتمين الى تنظيمات اخرى بتظاهرات سيارة وهتفوا"بالروح بالدم نفديك يا بشار"وضد بعض قادة المعارضة، وتوجه بعضهم الى منطقة الأشرفية مع صور الرئيس السوري وحمل بعضهم السلاح المرخص الذي اطلق منه بضع رصاصات في الهواء، لكن تدخل قوى الأمن والجيش ادى الى معالجة الموقف، وكادت تقع حوادث متفرقة. إلا ان تصدر نصرالله اجتماع الأمس وتوليه النطق باسم الأحزاب افضى الى تشديده على ان الفلتان الأمني غير مقبول، داعياً الى"ضبط الشارع لأن الطريقة التي جرى التعبير بها ليل السبت لم تكن مناسبة". وإذ اعتبر نصرالله ان"خطوة انسحاب الجيش السوري الى البقاع ايجابية لمصلحة لبنان وسورية"، فإنه اكد ان المجتمعين"يرفضون ان يكون بقاء هذه القوات في البقاع خاضعاً للقرار 1559، بل فقط لاتفاق الطائف ولإرادة الدولتين اللتين تجتمعان وتحددان هذا الأمر وفقاً لمصالح البلدين مع التذكير بأن لبنان وسورية لا يزالان في حال حرب مع اسرائيل". واعتبر نصر الله ان من حق سورية ان تحترم القرار الدولي"لكننا كأحزاب من حقنا ان نرفض القرار لأنه تدخل سافر في شؤوننا الداخلية وبنوده هي مجرد خدمات للعدو الإسرائيلي". ودعا نصرالله قادة المعارضة الى اخذ موقف ضد التدخل الأميركي والفرنسي في الأمور الداخلية اللبنانية اذا كانوا مع الاستقلال والحرية والسيادة. كما طالب بعضهم"ممن نراهن عليه الى توضيح مدى صحة معلومات عن قيام معارضين بالاتصال بالإسرائيليين للطلب إليهم للتدخل لدى الأميركيين للبقاء على موقفهم بمطالبة سورية بالانسحاب، بحسب ما ذكرت صحف اسرائيلية". واعتبر نصرالله انه لا يتهم احداً بل يطرح اسئلة. وأكد نصرالله تمسكه بالسلم الأهلي وعدم الإخلال بالأمن حتى لا يكون ذريعة للتدخل الدولي الذي اشارت إليه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وأكد ان احد اهداف التحرك الشعبي للأحزاب هو الإصرار على كشف الحقيقة في ما يتعلق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وطالب نصرالله قادة المعارضة باتخاذ موقف من تحذير الأسد من ان اتفاق 17 ايار جديداً يلوح في الأفق خصوصاً ان وزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم قال ان بالإمكان عقد اتفاق سلام مع لبنان بعد الانسحاب السوري، وكان عدد من قادة المعارضة الرئيس السابق امين الجميل, وليد جنبلاط, العماد ميشال عون والنائب نسيب لحود اكدوا رفضهم أي سلام مع اسرائيل قبل توقيع سورية للسلام معها. وأكد جنبلاط انه سيكون مع سورية اذا كان هناك 17 ايار جديد. وكان نصرالله اشاد خلال اجتماع الأحزاب بموقفي جنبلاط وبعض نواب كتلة الشهيد الحريري من إعلان الأسد الانسحاب. وأمس اعلن البطريرك الماروني نصرالله صفير ان توقيع لبنان اتفاقاً مع اسرائيل غير وارد. وفيما دعا نصرالله الى الحوار بين اللبنانيين على اساس اتفاق الطائف، يفترض ان تتبلور الصورة السياسية الداخلية في لبنان خلال هذا الأسبوع في سياق الاستشارات الرسمية التي سيجريها رئيس الجمهورية حول تأليف الحكومة الجديدة، بدءاً من الأربعاء.