شارك العجوز الثمانيني عبدالله الفوزان في الدورات العشرين السابقة لمهرجان الجنادرية. وهو يشارك هذا العام بمعرض لبيوت الشعر والمشغولات النسيجية في جناح القصيم، يضم أعمالاً تعدى عمر بعضها 100 عام. وعلى رغم أنه لا يعرف عمره بالضبط، فإن الفوزان يختزن ذكريات كثيرة، ويجيد القراءة والكتابة وبعض الإنكليزية التي اكتسبها عبر احتكاكه ببعض الغربيين، خلال عمله حارساً في شركة"أرامكو"طوال 30 عاماً. وهو عاصر"أيام الغزوات، حين كانت الحياة للأقوى، إلى أن وحد الملك عبدالعزيز السعودية، الذي شهد بطولاته، رحمه الله". ويفخر الفوزان بادائه مناسك الحج مع الملك عبد العزيز خمس مرات. ويتذكر مهرجان الجنادرية الأول الذي"لم يكن مقرراً أن ينظم في شكل سنوي، إلا أن ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حقق أمنيتي، وحوله إلى مهرجان وطني سنوي". وطوال هذه السنوات، جمع الفوزان تحف وعملات نادرة لا تقدر بثمن، لكنه يرفض التنازل عنها،"وإن ضاقت بي الحال". ويحكي الفوزان عن صناعته قائلاً:"كانت المرأة تتولى النسج في جميع مراحله، ويقتصر دور الرجل على تصنيع الهياكل وتثبيتها، وكان النسج مقياساً لموعد تزويج البنت، فإتقانه يعد إشارة إلى أن الفتاة وصلت إلى سن الزواج". وهو ينزعج كثيراً بسبب انعكاس التقدم التكنولوجي على الحرف اليدوية، ويقول:"ما كان يأخذ وقتاً لإنجازه ويعود بمردود جيد على صاحبه، أصبح يصنع الآن في ثوان بواسطة الآلات، ويباع برخص التراب، وبينما كانت بيوت الشعر في الماضي المسكن الأساسي، أصبحت الآن زيادة في الرفاهية، لمن يحب الرجوع إلى التراث. وما كان أساسياً، أصبح نتيجة التقدم والعولمة ثانوياً، وأحيانا... للفرجة فقط".