لم تعد الجنادرية مهرجان لسباقات الهجن وبعض الأعمال البسيطة الأخرى التي بدأت بها انطلاقتها عام 1405 ه.. عام بعد عام تحولت الجنادرية إلى مهرجان عالمي للتراث والثقافة والفنون ليس على المستوى الخليجي أو على المستوى العربي بل على المستوى العالمي.. الجنادرية يا سادة في انطلاقتها قدمت لوحات لبعض مناطق المملكة وتراثها وموروثها ثم تكاملت بها المناطق حتى حوت جميع تراث المملكة ثم توسعت قليلا لتضم التراث الخليجي... ثم استضافت دولاً مهمة لفعاليات المهرجان لتضيف الصبغة العالمية للمهرجان وتظهره من المحلية إلى العالمية, لقد عاصرت وشاركت في بداية انطلاقة المهرجان مع العديد من الزملاء والبون شاسع بين ما كان وما هو الآن.. من يريد أن يوضح لأبنائه كيف كنا وكيف أصبحنا فعليه أن يذهب بهم إلى الجنادرية فهي خير مكان لتعريف الأبناء بتراث الأجداد وحضارة البلد فمن لا ماضي له لا حاضر له , وأعتب كثيرا على من يعارضون وينتقدون فعاليات المهرجان وما يقوم به بعض الجهلة من أعمال تسيء إلى المملكة وحضارة وتطور البلد وتدعوا إلى التخلف والتقوقع إرضاء لنفوس مريضة لا تعرف إلا المضي للخلف وليس للأمام. ومع ذلك فلا ننسى أن هنالك بعض السلبيات التي قد تصاحب فعاليات المهرجان يجب أن لا تحصل وأن يكون المهرجان كما خطط له منذ بدايته لخدمة التراث والموروث ويقدم لوحة مشرّفة عن البلد ويربط الماضي بالحاضر ولا يخرج عن هذه النطاقات إلى نطاقات دخيلة ومجالات أخرى ليس لها علاقة بتراثنا ولا موروثنا. وأنا أعلم المعاناة التي يكابدها الحرس الوطني في كل عام وما يبذله من إمكانات لخدمة المهرجان ولكن أيضا لا نرغب بأن نسلم كل الأمور للرعاة الخارجيين الذين يمكن أن يشوهوا المهرجان ببعض الأشياء الدخيلة على المهرجان. وأنا أعلم علم اليقين أن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز لا يرضى مثل تلك التداخلات غير المطلوبة لا من الرعاة ولا من الفرق وبعض النشاطات التي ليس لها علاقة باسم ومسمى المهرجان , كما أوجه رسالة للإخوة والزملاء الكرام الأستاذ سعود الرومي والأستاذ والزميل حسن خليل.. بالتغيير كل عام وعدم استدعاء الضيوف الذين تم استدعاؤهم عدة مرات إلا للضرورة التي يراها المهرجان وأن توجه الدعوة لكتاب وصحفيين وصحافة وإعلام أجنبي لأنه هو الذي يهمنا أن نصل إليه بتراثنا وحضارتنا وليس جيراننا الذين يشاهدون ما نعمله يوميا... لنتخلص من أساليب البيروقراطية القديمة ونبحث عن أساليب ووسائل جديدة نستقطب بها الصحافة والإعلام الأجنبي بدل التقوقع واستضافة ضيوف أكل الدهر وشرب عليهم ولا يضيفون أي جديد أو أي إضافة للمهرجان وكذلك العمل نفسه للمثقفين والمحاضرين والفنون الأخرى يستضاف روادها العالميين وليس المحليين وكذلك الشعراء والأدباء ورواد الفنون الجميلة في أوربا وأمريكا وغير ذلك حتى نصل بتراثنا العظيم ونظهر للعالم ما تختزنه أرضنا من حضارة وتطور في كافة المجالات والله من وراء القصد وعليه الاتكال. محمد بن فراج الشهري