مع كثرة الأخبار من هنا وهناك داخل الأندية السعودية التي تدخل مرحلة الاستعداد لموسم رياضي جديد أجد نفسي حائراً في الكتابة أو التعليق عن أهم الأمور التي يتلقفها الشارع الرياضي السعودي، فقضية مدرب الهلال غيريتس مثلاً تكشفت حقائقها برحيل المدرب عقب اختتام مشوار الفريق الآسيوي، وأجد أن الإدارة كانت بالفعل حائرة في اتخاذ إسناد المهمة الفنية لمدرب آخر قد يبعثر أوراق الفريق الآسيوية، إذ أصبح الفريق مطالباً بتحقيق هذه البطولة «المستعصية» عليه خلال السنوات الماضية، ومن حق إدارة الهلال «التمسّك» بالمدرب على رغم إعلانه الرحيل لتدريب المنتخب المغربي، ومن المستحيلات أن تكون الإدارة عاجزة عن إيجاد بديل لغيريتس كما يتصور البعض، فالمادة وقبلها الخبرة والتمرس «سلاح» الهلال الدائم في جلب المميزين للفريق الهلالي، لذلك كم أتمنى أن يتطرق القريبون من البيت الهلالي إلى أهداف مسيّري الهلال قريبة المدى، خصوصاً الهدف الرئيسي والمهم والحاسم وهو «خطف» لقب دوري أبطال آسيا، قبل أن يتطرقوا لأهداف الهلاليين بعيدة المدى، التي لا أرى فيها صعوبة كبيرة لو حل مدرب آخر مع منتصف الموسم أو رحيل عدد كبير من مباريات الدوري، فعوامل التفوق والإبداع حاضرة في الفريق «الأزرق»، وبإمكانها حصد البطولات المحلية أو المنافسة عليها بكل قوة، وبما أن الفريق الهلالي ممثل قوي مع شقيقه فريق الشباب في دوري أبطال آسيا فحتماً هما بحاجة لكل عوامل التحفيز والتشجيع في الفترة الحالية، ولا أعتقد أنهما بحاجة لفتح ملفات قد تعرقل أو تتسبب في عرقلة مشوارهم الآسيوي المهم. ولمن حاول مهاجمة المدرب غيريتس مثلاً وقلل من صدقيته وانتقده في بعض الأمور يظل هذا رأياً شخصياً بحتاً على كل حال، وفي المقابل هل بحثنا بصدق عن دوافع أخرى «أرغمت» غيريتس مثلاً على اتخاذ خطوة التوقيع مع المنتخب المغربي الشقيق ومغادرة الرياض، فالارتباطات العائلية في كثير من الأحيان «تجبر» مدربين على الرحيل من بلدان ربما وجدوا فيها أجواء ممتعة للعمل، ولكن تظل الزوجة صاحبة رأي حاسم ومهم لزوجها المدرب أو اللاعب الأجنبي، إضافة إلى الأبناء؟ بالمختصر من خلال المتابعة الدقيقة لأمور التعاقدات التي تجريها الأندية السعودية قبل انطلاق استعداداتها التدريبية أو عقب سفرها لإقامة المعسكرات الخارجية، أرى أننا بحاجة عقب خمسة أسابيع من انطلاق الدوري لإعادة فتح كل التصريحات الإعلامية التي تفاخر فيها بعض مسؤولي الأندية بهذه الصفقات سواء في المدربين أم اللاعبين الأجانب والسعوديين، واعتبروها أهم صفقات تحدث داخل فرقهم من سنوات، وأرى أن فترة الانتقالات الشتوية ستكون الاختبار الحقيقي عن مدى نجاح مسيري الأندية في هذه التعاقدات، لذلك دعونا نتريث قليلاً قبل اتخاذ أي قرار حول ما تم من توقيع عقودات ومن صرف بمئات الألوف من الدولارات قبل الريالات. صالح الداود [email protected]