نفت سورية التهديد الذي نسب الى الرئيس الأسد بإشعال المنطقة خلال ست ساعات إذا ما تعرض نظامه لصاروخ واحد. والنفي الصادر من وزارة الخارجية السورية جاء مقتضباً، ولم يتحدث عن تفاصيل الخبر بل اكتفى بالقول: «إن آخر لقاء جرى مع الوزير التركي كان في آب الماضي» - وهذا لا يتعارض مع الخبر الذي ذكر أن التهديد حصل قبل شهرين! - وأضافت الخارجية السورية: «ولم يجر خلاله نقل رسائل من أحد ولا إيصال رسائل إلى أحد». وتابعت: «إن الاختلاق والتضليل اللذين تلجأ إليهما بعض الجهات الإعلامية واللذين يبرزان مدى شراسة الحملة المعادية التي تشن على سورية لن ينجحا في التأثير على صحة وحكمة المواقف السورية» انتهى. والغريب أن «الاختلاق والتضليل وشراسة الحملة المعادية» جاءت هذه المرة من وكالة «فارس» الإيرانية حليفة النظام. اذ كانت الوكالة الإيرانية قد بثت خبراً مطولاً يحتوي على تفاصيل... «إشعال المنطقة وإسقاط أنظمة» ليسا سوى جزء منها. ونسبت «فارس» الخبر إلى مسؤول عربي كبير (فضّل عدم ذكر هويته)، ونسب الخبر الى الرئيس السوري نقاطاً عدة من أهمها قوله إن أميركا تعلم أننا ساعدناها في إسقاط نظام صدام حسين، وان – دمشق - هي سبب ورطتها في العراق و «اننا نمزح معها فقط في العراق ولو أردنا قتل الآلاف من جنودها لفعلنا». ثم تحدث عن تحريك الشيعة في الخليج العربي، وقد ورد اسم السعودية في خبر «فارس» أكثر من مرة. لكننا إذا سلمنا بنفي الخارجية السورية المقتضب على رغم رخاوته، وصرفنا النظر عن دور مركب يجري العمل به، بخاصة أن مصدر الخبر وهو وكالة الأنباء الإيرانية وقلنا إن إيران تستغل الأوضاع في سورية وتصطاد في الماء العكر، لا ننسى ما قاله أكثر من محسوب على نظام الأسد منذ أشهر في قنوات فضائية، ففي معرض الدفاع عن النظام أمام الثورة السورية، أعلن بعضهم عن قدرة سورية على تحريك الشيعة في الخليج العربي والسعودية. وقبل هذا وبعده معروف الخطاب الإيراني المعتاد تجاه دول الخليج العربية وأن أعمالاً إرهابية تعرضت لها السعودية أكثر من مرة... التشابه بين نظام الملالي في طهران ونظام الأسد كبير، من تصدير المشاكل الداخلية إلى الخارج إلى خبرة كبيرة في التنظيمات السرية والثورية تدريباً وتمويلاً وتحريكاً، واستخداماً للطائفية والمظلومية واستغلالهما كأداتين. وكلما زاد الضغط على دمشق أو طهران يتوقع مزيد من تحريك الأدوات هنا وهناك، وهو ما يستدعي اليقظة والحذر من السعودية ودول الخليج، فهذا الحلف لا يقترب من بلد إلا ويصاب بعدم الاستقرار، لبنان نموذج، أو يصل إلى حدود الفوضى الدامية كما هو حال العراق. www.asuwayed.com