وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الرئيس السوري بشار الأسد ب «الزعيم المتردد الذي فضل التمسك بالسلطة والنفوذ المطلق على فرصة التحول الى زعيم إقليمي إصلاحي»، ولفت الى امكان حدوث تغير في الموقفين الايراني والروسي من نظام الاسد، مستشهداً بممارسة الدولتين ضغوطاً على دمشق من أجل قبول المبادرة العربية وبعثة المراقبين. وقال داود أوغلو في حوار صحافي مع قناة «خبر ترك» المحلية إن الرئيس الاسد اقتنع في كل مرة التقى فيها مسؤولاً تركياً بضرورة البدء بعملية اصلاح جذري وشامل لكنه كان سرعان ما يتراجع بعد مشاورة من حوله الذين خوّفوه من أن يفقد سلطته المطلقة في حال بدأ بعملية اصلاح تنتهي بمشاركته السلطة مع الشعب والسياسيين. وأضاف الوزير التركي إن الاسد تردد أكثر من مرة بين الاصلاح وسلطة النفوذ المطلق، وفضّل الثانية مفرطاً في فرصة أن يتحول الى زعيم إقليمي اصلاحي يحتذى في المنطقة. وتابع أن تركيا ستستمر في تشديد الضغوط على النظام السوري لحين وصول نظام متصالح مع شعبه يرضى عنه الشارع. وعن الدعم الروسي لدمشق قال داود أوغلو إن هناك حواراً بين أنقرة وموسكو في هذا الشأن، مشيراً الى أنه سيتوجه الى روسيا خلال الشهر الجاري للبحث في الملف السوري، لافتاً الى امكان حدوث تغير في الموقفين الايراني والروسي من نظام الاسد، مستشهداً بممارسة الدولتين ضغوطاً على دمشق من أجل قبول المبادرة العربية وبعثة المراقبين. وجدد أوغلو توجيه رسائل التحذير بلغة ديبلوماسية حذرة الى طهران، قائلاً إن المسؤولين الايرانيين يخطئون في حال قرروا تسخير المذهبية الشيعية في سياسة إيران الخارجية، وقال: «في حال اخطأت تركيا أو السعودية أو ماليزيا أو المغرب في سياستها الخارجية فسيقال بأن هذه الدولة أخذت موقفاً خاطئاً. لكن في حال اعتمدت ايران على المذهب الشيعي والشيعة كورقة في سياستها الخارجية، فإنه في حال ارتكاب طهران خطأ ديبلوماسياً فسيتحمل جميع الشيعة في المنطقة ثمن هذا الخطأ. وهذا أمر خطير»، مشيراً الى انه ركز على هذه الرسالة خلال زيارته الى طهران الاسبوع الماضي. ونفى داود أوغلو تراجع الدور التركي في العراق، وقال ان بلاده هي الدولة الوحيدة التي لها ثلاث قنصليات الى جانب سفارتها في العراق، واحدة في البصرة حيث الغالبية الشيعية وأخرى في الموصل حيث الغالبية السنية وثالثة في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق. ولفت الى أنه قد يكون لدول اقليمية ثقل كبير على قسم من الشعب العراقي، لكن تلك الدول ليس لديها أي تأثير على بقية المكونات العراقية، بينما تحظى تركيا باحترام جميع المكونات العراقية. وفي رده على سؤال حول مدى انسجام السياسة الخارجية التركية مع نظيرتها الاميركية قال داود أوغلو أن هناك تعاوناً وثيقاً حالياً بين واشنطنوأنقرة، لكنه لفت الى أن عدد لقاءاته بوزير الخارجية الايراني على أكبر صالحي فاقت عدد لقاءاته بوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال الاشهر الستة الماضية، وأشار بتحفظ الى ما سماه التوازي والانسجام بين طهرانوواشنطن ازاء الازمة السياسية الاخيرة التي وقعت في العراق على خلفية طلب توقيف واعتقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.