لم تكن إقالة المدرب الأرجنتيني كالديرون من تدريب المنتخب الأول مفاجأة للوسط الرياضي، أو لي شخصياً، خصوصاً أن حال عدم الرضا التي أوصلها النقاد والمحللون إلى ذروتها، كانت كافية لتوضح الضعف الواضح لقدراته على ترجمة الثقة والدعم اللذين منحا له من القائمين والمهتمين بشؤون المنتخب. و على رغم ذلك، تظهر بعض الأصوات التي تعارض وترفض هذه الإقالة، وتطالب بمنحه مزيداً من الوقت والثقة، وربما أنها اعتمدت كثيراً على النتائج التي تحققت تحت قيادة هذا الأرجنتيني، أثناء مباريات التصفيات التي وفق"الأخضر"فيها في التأهل لنهائيات كأس العالم في ألمانيا، متناسين أن هذا الوصول يأتي عقب ثلاث مرات متوالية! وأتساءل كما يتساءل الكثيرون: ماذا قدم كالديرون من خطط مستقبلية واضحة، لإعداد منتخب مقبل على مشاركة مهمة وصعبة، وهو يفتقر لمتخصص في اللياقة البدنية يضع البرامج العلمية الملائمة لوضعية اللاعب المحلي، وهذا مثال بسيط، لكن المفاجأة بالفعل هي إصراره على مقدرته على القيام بهذه المهمة المعقدة والخطيرة، وهذا ما أوقع الكثيرين في حيرة وشك: كيف يتمكن كالديرون من القيام بالمهام اللياقية والتكتيكية في آن واحد؟ وإذا كنا نتفق جميعاً على أن التغيير المستمر للأجهزة الفنية يلقي بظلال السلبية على الأداء العام، ويصبح التجانس مفقوداً، وبالتالي يصبح الأداء دون الطموح، إلا أن تدخل المسؤولين في هذا الوقت جاء رد فعل لما آلت إليه الأمور، من الغموض والضبابية على مستقبل"الأخضر"، وهذا ما يحتم علينا طي صفح كالديرون سريعاً، وفتح صفحة باكيتا بتفاؤل وطموح إلى أن يوفق في إعادة رسم الصورة الفنية والذهنية لمستوى نجوم"الأخضر"، ونمني النفس بأن تعود ملحمة 1994 على ملاعب ألمانيا. والدعوة موجهة لإدارات الأندية، لتسهم بدعم باكيتا بكل التفاصيل الخاصة بلاعبيها الدوليين، وربط الأجهزة الفنية والطبية بإدارة المنتخب مباشرة، وتكون الشفافية والوضوح سمة العلاقة بينهما في المرحلة المقبلة. وصدقوني أن نجاح باكيتا لن يتحقق إلا بمساعدة جميع الأطراف، مع تأكيدي أن دور الإعلام سيكون مكملاً لمنظومة العمل الجماعي لمستقبل"الأخضر"المشرق بحول الله، وهو يجد الرعاية والدعم والتشجيع من الرئيس العام الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل. [email protected]