بالفعل غريب أمر هذا المونديال العالمي في جنوب أفريقيا، مونديال ضاعت وتاهت معه توقعات وتخمينات خبراء التحليل والتقويم الكروي قبل المتابعين والمتحمسين لمشاهدة مباريات عالمية من الوزن الثقيل، فسهولة خروج منتخبات عريقة كإيطاليا وفرنسا من الدور الأول اعتبرها الكثيرون خروجاً غير مفاجئ، ولكن الكوارث التي بدأت من مباراة ألمانيا والند التقليدي المنتخب الإنكليزي، مروراً بخروج المنتخب البرازيلي المنتخب الأقوى ترشيحاً من أمام منتخب هولندا، وأخيراً الضربة القاضية التي تلقّاها منتخب الأرجنتين من المنتخب الألماني، نتائج تستحق أن نقف عندها كثيراً، ونتساءل كيف حدثت هذه التحولات الكبيرة في مسيرة نتائج مباريات هذا المونديال، ففي الوقت الذي تحوّلت فيه بوصلة التوقعات والتكهنات لبطل العالم صوب منتخبات أميركا الجنوبية متمثلة في منتخبي البرازيل والأرجنتين على وجه التحديد، جاءت رياح التغيير قوية من منتخبي قارة أوروبا إسبانياوألمانيا، وقد يكون الآن الأخير هو المنتخب الأقوى والأشرس والأحق باللقب عطفاً على ما بذله لاعبوه والجهازان الفني والإداري إلى آخر مباراة، فهزيمة منتخبي إنكلترا والأرجنتين بالأربعة وقبلهم المنتخب الأسترالي نتائج تمنح هذا المنتخب «مفتاح» الحصول على كأس العالم متى ما سارت الماكينة الألمانية بالمواصفات والمميزات نفسها، التي مكّنتها من تحقيق نتائج في قمة الروعة، وتقديم مستويات فنية لافتة طوال مشوارهم في كأس العالم، حتى إن الخسارة الوحيدة للمنتخب الألماني من المنتخب الصربي لا تعكس حال المباراة إطلاقاً، ولكنها جاءت بمثابة الدرس الذي ضاعف من قدرات المنتخب لكي يصل إلى المثالية والقوة التي يعيشها الآن. والسؤال العريض هل نحن موعودون اليوم وغداً بمفاجآت جديدة قد يكون ضحيتها منتخب ألمانيا الأقوى والأحق بكأس البطولة؟ كيف لا وهو من أطاح بأقوى وأشرس المنتخبات في العالم المنتخبين الإنكليزي والأرجنتيني. بالمختصر قرار مشاركة المنتخب السعودي الشاب لكرة القدم في بطولة «خليجي 2» الأولمبية في الدوحة جاء من أفضل القرارات التي تابعتها منذ فترة، خصوصاً أن تجهيز هذا المنتخب للنهائيات الآسيوية في الصين لا بد أن يكون وفق برنامج تدريبي يرفع من قوة هذا المنتخب، ويسهم في تحقيق نتائج إيجابية ننتظرها من هذه الوجوه الصاعدة، التي تحمل لواء المستقبل للكرة السعودية، فمعسكر أبها الإعدادي، ومن ثم المشاركة في بطولة المصيف بالطائف، وعقبها المشاركة في بطولة الخليج 2 في قطر، أراها أفضل إعداد وتجهيز لمنتخب الشباب، كذلك ستكون الفرصة مواتية للمدرب القدير خالد القروني وبقية معاونيه في الجهاز التدريبي لضبط تفاصيل أمور هذا المنتخب الشاب تكتيكياً، والوصول إلى نهائيات كأس آسيا والمنتخب بكامل جاهزيته وعافيته، وهنا لا بد أن نشيد بالدور الكبير الذي يقوم به مدير منتخب الشباب والأولمبي عبدالله المصيليخ في تجهيز ومتابعة إعداد لاعبي المنتخب بصورة احترافية، وتعاونه الكبير والملموس مع مسؤولي الأندية ومع رجال الصحافة بصورة مثالية وراقية. [email protected]