بالفعل ستكون مباراة هذا المساء بين الندين التقليديين الهلال والنصر مباراة دربي خاص بينهما مهما حاولنا جميعاً إقناع أنفسنا أن الكفة والنكهة لهذا «الدربي» قد تبدلت أحوالها من سنوات، فالمباراة التي تجد هذه التغطية الواسعة إعلامياً، وهذه المباراة التي تزحف لها الجماهير بشكل كبير منذ وقت باكر، وهذه المباراة المنتظرة من الجماهير الخليجية والعربية تستحق أن تبقى مباراة «دربي» ولكن من حقنا في هذه الحالة أن نشدد في مطالبة كلا الناديين من لاعبين ومدربين إثبات أهمية هذه المباراة على أرض ملعب المباراة لا على ورق الصفحات الرياضية، ولا المواقع الالكترونية، هذه الأمور التي أصبحنا كرياضيين نتغنى فيها من دون أن نعطي المستوى العام، وفنون كرة القدم النصيب الأكبر، بل المصيبة الكبرى أننا منحنا مواقع التصويت والاستفتاءات جل وقتنا، متناسين التدقيق والبحث في أمور أنديتنا الفنية والتكتيكية، التي تدون خلفها العديد من علامات الاستفهام، وصحيح أن غالبية المواجهات التي جمعت هذين الفريقين شهد إثارة وندية ونسبة تسجيل مرتفعة فهذا كان يعتمد على العوامل النفسية في المقام الأول، أما مسائل النواحي التكتيكية والانضباطية فتصبح نادرة في هذه المباريات، لهذا سننتظر هذا المساء الفريق صاحب الجهوزية النفسية في المقام الأول ،الذي بفضل هذه الميزة سينال الحظ الأوفر في كسب الثلاث نقاط، أو تسجيل أفضلية فوق المستطيل الأخضر لو حدث تعادل تسجيلي. بالمختصر الجولات القليلة الماضية منحتنا مؤشرات قوية أن المنافسة هذا الموسم على المراكز المتقدمة لن تخرج عن السداسي الاتحاد والشباب والهلال والأهلي والنصر والاتفاق، وأما مقعد البطولة فيبدو محصوراً بين الثلاثي الاتحاد والشباب والهلال. على رغم الانتقادات التي توجه للجنة المسابقات جراء الجدولة الزمنية لمباريات الدوري وكثرة التوقفات، إلا أننا للمرة الأولى نرى فيها «مصلحة» للكثير من الأندية كي تعيد حساباتها مع أجهزتها الفنية والطبية ومع لاعبيها لتصحيح العديد من «الكوارث». الواضح للمتابع الرياضي أن داخل البيت الاتفاقي تدور العديد من الإشكالات، وتسببت بشكل مباشر أو غير مباشر في تعطيل قوي لهذا النادي كثيراً، إلا أن وجود رجل بإخلاقيات وخبرة وهدوء عبدالعزيز الدوسري يزيل أي هموم حول مستقبل فارس الدهناء. [email protected]