كان منزل الشهيد سرور الرشيدي مكتظاً بالمعزين. وبدا الحزن واضحاً على والده المسن، الذي احتضن أبناء سرور طوال وقت العزاء. وقال والده ل"الحياة":"إن فراق ابني المفاجئ، تسبب في صدمة في البيت، إذ كان سرور أكثر أبنائي قرباً مني، وكان يتردد عليَّ بشكل مستمر ليطمئن عليَّ وعلى والدته وعما نحتاجه. كثيراً ما يحضر بصحبة أبنائه الصغار لمعرفته بحبي وولعي بهم، إضافة إلى أنه كان يحاول نقل عمله لشرطة بريدة بدلاً من بلدة العمار، التي تبعد نحو 90 كيلومتراً. ولكن القدر أخذه شهيداً". وقال عم سرور، عايد الرشيدي:"إن سرور كان متضايقاً من جراء الأعمال الإرهابية، وكان يؤكد أنه لن يتردد في مواجهتهم متى شاهدهم، وقدم حياته شهيداً بإذن الله، بسبب هؤلاء المفسدين". وأضاف عايد:"ان سرور له من الأبناء سبعة، أربعة ذكور وهم: عمر 10 سنوات وعلي 9 سنوات وعبد الرحمن سنتان ومحمد سنة واحدة، وله ثلاث بنات هن: روان 5 سنوات وأروى 3 سنوات وريناد 8 سنوات". وبين عمه أن"زوجة الشهيد سرور حامل في الشهر السادس، وهي الآن في حال نفسية سيئة، كما أن والدته مصدومة وحاولنا أن نخفي عنها الموضوع، ولكن إلى متى يمكننا إخفاؤه؟ فمصيرها أن تعرف، وهذا ما شجعنا على إخبارها، وهي تواصل الدعاء لابنها بقبوله شهيداً وعلى من قتلوه بالحساب. ونحن لا نقول سوى حسبنا الله، فسبعة أطفال والثامن بالطريق أكبرهم لم يتجاوز العاشرة من عمره، تيتموا وهم في عز حاجتهم لوالدهم". كانت ابنة الشهيد ريناد 8 سنوات تبكي طوال العزاء ورددت"أبوي يبي يجي". وكان أحد المعزين قال فور دخوله:"لست أعزيكم بل أهنئكم على استشهاد سرور". حال سرور المادية ليست بالجيدة، إذ كان يسكن وعائلته في منزل متواضع بالإيجار، ويصرف على أبنائه وبيته ووالديه، وقال عمه:"نحن مطمئنون أن الحكومة لن تنسى سرور وأبناءه وستقف معهم كما هي عادتها مع أبنائها". واستقبل والد وأشقاء وأقرباء الشهيد عبدالرحمن القضيبي، أحد أفراد قوات أمن الطرق في أم سدرة، فريق عمل"الحياة"، كان الحزن العميق يلف المكان ولا تكاد تسمع سوى الدعاء للشهيد. كما كان واضحاً تأثر أشقائه بالحدث، ولم يستطيعوا حبس دموعهم المتدفقة بقوة. وقال والد القضيبي:"الحمد لله. إن ما خفف من مصابي أن ابني عبدالرحمن كان دائماً يتمنى الموت شهيداً، وتحققت له الشهادة. وأدعو المولى عز وجل أن يتقبله شهيداً". وأبان أن ابنه"كان معروفاً بالتزامه وبره بي وبوالدته، وسمعته الطيبة عند زملائه وجيرانه وأقربائه". وأوضح أن ابنه"مستقل في منزل خاص به، اشتراه بالتقسيط، وعليه التزامات مالية نعرف بعضاً منها، وله من الأبناء ثلاثة ذكور فقط هم: سلمان 7 سنوات وأسامة 5 سنوات وعزام 4 سنوات وله ثلاثة أشقاء هم: سليمان وخالد وصالح". أما عبدالله عبدالرحمن التويجري ابن خال الشهيد، فيؤكد أن استشهاد عبدالرحمن في ميدان البطولة فخر له ولعائلته ويقول:"إن الشهيد، كان عاقداً العزم على الحج هذا العام، ولكن القدر كان قبل أن يحقق أمنيته". ولا يختلف حال الشهيدين عطا الله المطيري وعبيد عبدالله عن الشهيدين القضيبي وسرور، فالمطيري يسكن في منزل مستأجر وعليه التزامات مالية وديون، كما أن عبيد عبدالله، لا يملك منزلاً ويسكن مع أخيه، وعليه التزامات مالية هو الآخر.