في أحد أزقة حي أنقع الضيقة يقع منزل شهيد الواجب الرقيب أول علي غزاي الحربي، الذي سقط يوم أمس الأول في مواجهة مع الإرهابيين بإحدى مزارع بلدة غضي شمال غرب مدينة بريدة. في المنزل الشعبي كان والد الشهيد غزاي مسيب المعمري الحربي يقف بفخر يتلقى التعازي في الشهيد، (اليوم) كانت من بين المعزين الذين تقاطروا على المنزل. لم نشعر بحزنهم بمقدار ما شعرنا بفخرهم بابنهم الشهيد الذي أدى الأمانة على أكمل وجه، ربما كان الحزن موجوداً، ولكنه كان حبيساً في القلوب. كلنا فداء لهذا الوطن (.. أنا وأولادي فداء لهذا الوطن..) هكذا بادرنا الأب المكلوم.. ثم قال: الحمد لله على قضائه وقدره.. ثم راح يعدد صفات الشهيد، كان ابناً حنوناً، مطيعاً، يتمتع بأخلاق طيبة وصفات حميدة، كان يؤدي واجبه تجاه دينه ثم مليكه ووطنه.. الحمد لله أنه لقي وجه ربه شهيداً.. راح بعدها الأب يتمتم بالرحمة على ابنه الشهيد وزميله الملازم أول شهيد الواجب سطام غازي المطيري، وجميع من قدم روحه فداءً لهذا الوطن. الشرذمة الإرهابية منزل غزاي الحربي يضم رجل أمن آخر، أنه شقيقه الملازم أول أحمد، الذي قال لنا: بكل فخر ان أخانا علي استشهد وهو يدافع عن دينه ومليكه ووطنه، لذا استشهد وهو يؤدي الواجب. ويضيف أحمد: الشرذمة الطاغية الباغية الإرهابية لن تفلت من العدالة في الدنيا، وفي الآخرة لهم عذاب عظيم، لأنهم أرهبوا الوطن والمواطن، وروعوا الآمنين، بحيازة الأسلحة والمتفجرات.. ولا نستطيع ان نقول الا رحم الله الفقيد الشهيد علي وزميله، واسكنهما فسيح جناته.. (إنا لله وإنا إليه راجعون). أخي حي وبتأثر بالغ تحدث شقيق علي الثاني عيسى، الذي يعمل في القوات البحرية بالمنطقة الشرقية، يقول: لقد كان وقع استشهاد أخي علينا كبيراً، ولكن عزاءنا أنه ذهب فداء لدينه ثم لهذا الوطن، والحمد لله هو حي، طالما أنه شهيد.. أما المفسدون الذين قتلوه فلهم النار بإذن الله، لقد قتلوا نفسين بريئتين، وكانوا يخططون لقتل أخرى في هذا الوطن، فلقد كانوا يسعون للعبث والفساد في هذا الوطن، وهم لا يعلمون ان هذا الوطن قام على بنيان راسخ ومتين. ندعو له بالرحمة أحمد الشقيق الثالث للشهيد علي، والمتخرج حديثاً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والذي يحلم بدخول إحدى الكليات العسكرية، عبر عن حزنه الشديد بفراق أخيه، وقال: ان الأسرة كبيرها وصغيرها تدعو له بالرحمة والمغفرة، وان يجبر عزاءنا على فراقه. أما شقيقه الأصغر ممدوح الطالب بالصف الأول الثانوي، فقال: أخي فقيد الوطن بأكمله، لقد قدم روحه فداءً له. ديون يسكن الشهيد الرقيب أول علي الحربي في منزل واحد مع والده، عن السبب في ذلك يقول الأب: كان لسكنه معنا سببان، الأول أنه كان حريصاً على خدمتنا، والثاني الحالة المادية الضعيفة، فلقد كان رحمه الله مثقلاً بالديون. وللشهيد 6 أولاد، هم عبدالعزيز (10 سنوات)، عبير (9)، غازي (8)، روابي (6) رحاب (4)، ونادر (3). أبناء الشهيد عبدالعزيز، عبير، غازي، روابي، رحاب ونادر إخوة الشهيد يستقبلون المعزين على باب المنزل