سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إخلاء الفنادق الكبرى بدءاً من الليلة ... وخطة أمنية محكمة لمنطقة المسجد الحرام . الأجهزة الحكومية السعودية تنهي ترتيباتها لاستضافة القمة الإسلامية الاستثنائية
باشرت الأجهزة الحكومية السعودية المسؤولة عن ترتيبات اجتماع "قمة مكة" الإسلامية الاستثنائية وضع اللمسات الأخيرة، استعداداً لبدء أولى جلسات القمة صباح الأربعاء المقبل. وترصد اللجنة العليا للإشراف على ترتيبات القمة التي يترأسها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل كل المتطلبات لإنجاحها. ورجح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي حضوراً كبيراً لقادة وزعماء العالم الإسلامي، تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهدف"مواجهة تحديات القرن 21". واعتبر الأمين العام للمنظمة في تصريحات إلى"الحياة"أن القمة الاستثنائية تمثل منعطفاً تاريخياً للعمل الإسلامي المشترك، خصوصاً في ظل الظروف بالغة الحساسية التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم. وهذه المرة الثانية التي تحتضن فيها مكةالمكرمة قمةً إسلامية بعد القمة الدورية الثالثة عام 1981، والتي انعقدت في العام الأخير لحياة الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله -. واتخذت القمة عنوان"دورة فلسطين والقدس الشريف"، وقرر الملوك والرؤساء بدء اجتماعهم في المسجد الحرام، لتتخذ تلك القمة اسم"قمة التضامن الإسلامي"، وشهدت إصدار بلاغ مكة. وبعد نحو ربع قرن على تلك القمة التي اعترف لها بتعزيز العمل الإسلامي المشترك وتعميق مضمونه، تشهد مكة من جديد قمة إسلامية تتخذ صفة"الاستثنائية"لإنقاذ الأمة الإسلامية. وتتميز القمة المرتقبة بكونها الوحيدة التي سبقها اجتماع موسع لعلماء ومفكري العالم الإسلامي الذين يمثلون مختلف الطوائف الإسلامية كافة ومدارس الفكر الإسلامي، بحسب تسمية وزير خارجية البلد المضيف الأمير سعود الفيصل. وجاء اجتماعهم تلبية لرؤية الملك عبدالله بإشراك أهل العلم والفكر في صوغ ما يرونه من حلول، لمعالجة أوضاع الأمة الإسلامية وتشرذمها، ورد الهجمات المتلاحقة على حضارتها وإلصاق تهمة الإرهاب بالمجتمعات الإسلامية وقيمها. وبعد ثلاثة أيام من جلسات"شحذ الأفكار"خرج أكثر من 80 عالماً ومفكراً اجتمعوا على بعد خطوات من الكعبة المشرفة بما عرف ب"بوثيقة مكة التاريخية"والتي صاغوها لتعالج الوضع السياسي بتعزيز مفهوم"الحكم الرشيد"وربطها بنشر الحريات وضمانها من خلال تفعيل الدور الإعلامي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومحاربة الفساد. وتوصيات أخرى بشأن الثقافة والتعليم ونشر المعرفة التقنية، وقضايا الاقتصاد، وحقوق المرأة والطفل، وتحجيم"فوضى"الفتاوى وغاياتها. وفي الجانب التنظيمي، قررت السلطات الأمنية إغلاق حركة السير في الطرقات المجاورة للمسجد الحرام، وفرض طوق أمني محكم على مقر انعقاد القمة في قصر المؤتمرات والضيافة الملاصق للساحات الخارجية من الحرم. وستستخدم المروحيات في رصد المراقبة الأمنية الجوية طوال يومي الأربعاء والخميس. بدورها، أعلنت إدارات الفنادق الكبرى المجاورة للمسجد الحرام إخلاءها من النزلاء، بدءاً من اليوم الجمعة، على أن تسلم أجنحة الفنادق وغرفها جميعاً إلى المستأجر الجديد"المراسم الملكية"منذ صباح السبت، أي قبل أربع ليال من وصول وفود 57 بلداً إسلامياً مشاركاً في أعمال القمة.