حالة عصبية رهيبة انتابت الشارع السعودي، وهو يتابع لحظات سحب قرعة نهائيات كأس العالم في ألمانيا أول من أمس... وأكثر هذه اللحظات إثارة وقسوة هي تلك التي سبقت إعلان اسم الفريق الرابع في كل مجموعة من المجموعات الثمانية، وكادت قلوبنا أن تتوقف عندما كان السحب على اسم الفريق الرابع الذي سيقع في المجموعة الأولى، التي تضم منتخبات ألمانيا والإكوادور وبولندا، حيث انه سيكون الفريق الذي سيقابل ألمانيا في الافتتاح، ولا أظن أن هناك من يتمنى أن يرى المنتخب السعودي وهو يقابل ألمانيا في افتتاح المونديال، فهو ضغط نفسي رهيب لا يمكن لأحد أن يتحمله لا الشارع ولا الإداريون، ولا المدربون، وبالتأكيد اللاعبون بسبب ذكرى المونديال السابق. ولكن الحمد لله، إن سلمنا من تلك الموقعة ووقعت كوستاريكا في تلك المجموعة ومبروك على ألمانيا وجبتها الأولى في المونديال"البافاري". أعود الى القرعة التي لو تابعنا مجموعاتها لوجدنا أنفسنا نتمنى وجود مجموعة تاسعة بسبب قوة المجموعات الثمانية، وان كانت القوة متباينة إلا أن المجموعة الضعيفة غير موجودة في كأس العالم. وللصدفة فإننا نقع مع تونس ولا أعرف سر حظنا مع الفرق العربية في المونديال، حيث سبق وان وقعنا مع المغرب في مونديال الولاياتالمتحدة الأميركية وفزنا يومها لنقابل بلجيكا ثم نتأهل الى الدور الثاني ولعله فأل طيب، لكن مصيبة اذا اعتمدنا على هذا الفأل فقط في رحلتنا المونديالية الرابعة. ان وجودنا مع اسبانياوتونس وأوكرانيا في مجموعة واحدة هي تجربة صعبة للغاية بسبب قوة اسبانيا وأوكرانيا الفنية واللياقية والتكتيكية وتبقى تونس التي تتقدم علينا في التصنيف الدولي وتحمل لقب كأس أفريقيا، بينما نحن لا نملك حتى بطاقة تأهل الى الدور الثاني من آخر كأس للقارة الصفراء... لكن هذا لا يمنع من ان يكون لدينا تفاؤل بإمكان تقديم مشاركة متميزة في المونديال، من خلال مقابلة عدد من المنتخبات الموازية للمنتخبات التي ستجمعنا بها المجموعة الثامنة، فالبحث عن مباراة ودية مع منتخب مصر في القاهرة هو تجربة مهمة... ومقابلة البرتغال وايطاليا والمكسيك وتشيخيا وكرواتيا واليونان هي مباريات ستمنحنا تجربة حقيقية قبل الاختبار الحقيقي بدلاً من ان نتعرض لصدمات اخرى لا أظن ان الشارع السعودي مستعد لتحمل تكرارها مرة اخرى. مباراة السويد ستكون تجربة حقيقية لكننا نحتاج ان نلعب خارج أرضنا بدلاً من استيراد المنتخبات الى أراضينا... ترى هل سيقام المونديال في الملز ام في برلين؟ [email protected]