حبس السعوديون أنفاسهم طويلاً وتسمروا أمام شاشات التلفزيون ليل السبت، وهي ليلة يصفها السعوديون بالثقيلة لأنها ستنجلي على وقع بداية أسبوع جديد... يبدأونه بالتوجه إلى أماكن أعمالهم بعد إجازة نهاية الأسبوع. منتصف الليل في السعودية، اعلن المدير الإعلامي ل"الفيفا"أن المنتخب الوطني سيكون في المجموعة الثامنة، وزادت القرعة لحظات الانتظار تشويقاً وحرقة لدى أولئك الذين تركوا شوارع المدن الكبرى وجلسوا يتحينون ساعة "الفرج"... والدراما استمرت طويلاً، فالورقة التي تحمل اسم السعودية جاءت آخر ورقة تم سحبها في حفلة القرعة. بعد أن تم وضع النقاط على الحروف، سرى ارتياح في نفوس السعوديين، فالقرعة جنبتهم المجموعة النارية التي تضم الأرجنتين وكوت ديفوار وصربيا والجبل الأسود وهولندا، أو المجموعة التي ضمت انكلترا والسويد وباراغواي وترينداد وتوباغو، كما لم تضعهم إلى جانب الدولة المضيفة ألمانيا، خصوصاً أن الرياضيين السعوديين يتذكرون موقعتهم في مونديال 2002 عندما زار الألمان شباكهم ثماني مرات. لكن السعوديين تمنوا لو أن القرعة لم تجمعهم إلى جانب منتخب عربي هو تونس، علماً أن لهم ذكرى حسنة أمام منتخب عربي آخر هو المغربي، عندما واجهوه في مونديال 1994 وتغلبوا حينها عليه بهدفي سامي الجابر وفؤاد أنور. وطلع صباح السبت وخيمت أحداث القرعة على بقية الأخبار، وبرز اسم مهاجم المنتخب الأوكراني اندريه شفيتشنكو لأنه سيقابل الدفاع السعودي، وبدأ المنظرون يرسمون التكتيكات لإيقاف انطلاقات أفضل لاعبي العالم في العام الماضي وهداف الميلان حالياً، يقول عبدالعزيز عبدالله:"القرعة سهلة كثيراً، ولو وضعها السعوديون بأيديهم لما جاءت بهذه السهولة، أوكرانيا تعتمد على شيفا ويمكن إيقافه بتكثيف الرقابة، وإسبانيا لم تفز بكأس العالم من قبل، وحظوظها لا تتجاوز بلوغ دور الثماني، ونجومها ليسوا من فئة الخمسة نجوم، هناك نجم برشلونة اكزافي لكنه مصاب وراؤول هبط مستواه ويبقى المهاجم توريس فقط، أما المنتخب التونسي فإذا لم نفز عليه فلماذا نصل أصلاً إلى كأس العالم؟". لكن ليس كل السعوديين يشابهون عبدالعزيز المتفائل، فشريحة منهم تعتبر أن المجموعة قوية ولا يستهان بها، وهو الرأي الذي يذهب إليه محمد الصالح"مجموعتنا ليست أسهل من المجموعة الرابعة التي ضمت المكسيك وإيران وأنغولا والبرتغال، فإسبانيا وأوكرانيا تتفوقان وبمراحل على كل هذه المنتخبات الأربع، الركون إلى القول بسهولة مجموعتنا ربما يؤدي إلى كوارث نحن في غنى عنها". بين المتفائل والحذر تبقى حظوظ المنتخب السعودي معتمدة على التجهيزات التي ينوي الاتحاد المحلي تهيئتها للفريق واللاعبين قبل الدخول في معترك المونديال.