في فعل الكتابة... حول الأدب النسوي لأكثر من مرة، استوقفتني عبارة الأدب النسوي ولكي اكون أكثر صراحة، أقول إني لا أحب هذا التعبير، ولا أحب سياسة الكيل بمكيالين في الابداع. الأدب هو الادب بالنسبة إلي، والانسان هو الانسان، لا فرق عندي في حلبات الصراع الداخلية وانفجارات المشاعر. لا يمكن أن أنكر أنه حين تتلقى المراة اهتماماً، ربما يخيل للآخرين أنه أكبر، ولكنه يظل اهتماماً مزيفاً وقاتلاً ايضاً، ألم يلاحظ احد ان نسبة المبدعين اكبر بكثير من نسبة المبدعات؟ تتعرض المرأة دائماً الى ضغوطات خارجية، مهما كانت درجة حريتها كبيرة ولكن من تثق بقدرتها على مواصلة الطريق من دون ناقد"تافه"يوجه إليها كلمات اعجاب مبللة بالغزل، او بفرصة ما يقف وراءها اهتمام بشيء آخر غير ما في دفاترها هي من ستبقى آخر المطاف في الساحة، وستتلاشى الاخريات اللواتي يجرفهن سيل الغواية التافهة؟ حين ينقدني أي ناقد، مع التصريح بأني لا أعتبر الناقد اكثر من قارئ فوق العادة حينها احب أن يعمى تماماً عن اسمي، وان يقول رأيه لي من دون الاستعانة بكتاب"كيف تتعامل مع النساء"، اود أن أعرف رأيه بحزم وحقيقة، واريده ان يقنعني ايضاً بذلك الرأي. إن"الادب النسوي"كما يسمونه دائماً، موضوع في ما لا محل له من الاعراب... ويتعامل معه النقد غالباً بحساسية مفرطة، وكأنه حديقة أزهار يكتفي بالنظر اليها سطحياً... ليعرف كل ما فيها. بينما يتم التعامل مع الادب كغابة استوائية مجهولة، نغوص بحثاً عن ادق التفاصيل فيها، فَلِم هذا الاعتقاد وهذه التفرقة التي لا تقوّم الاشياء بعين واحدة، ربما عليّ من الآن فصاعداً أن ألبس بدلة جيورجيو ارماني، وأضع ربطة عنق، قبل أن أقول لأي أحد: ما رأيك؟