من المؤكد أن مغادرة فريق الاتحاد بطولة أبطال العرب وفي هذا الوقت الباكر تعتبر مفاجأة غير سارة للكرة السعودية أولاً ولمتابعي البطولة العربية ثانياً، لما لهذا الفريق من ثقل كبير وأنصار ومحبين كثر، وبصفته ممثل أكبر القارات في المونديال المقبل للأندية في اليابان. إلا أن خسارة الفريق على أرض ملعب المحمدية كانت ذات دروس وفوائد جمة، قبل أن يتوجه للدخول في معترك العالمية، الذي سيواجه خلاله الفريق ما هو أصعب وأقوى، وقد يكون أهمها صرامة التحكيم وتطبيق قوانينه. وقد يتفق معي البعض في أن مستوى التحكيم العربي لم يجد القبول والرضا من الكثير من مسيري الأندية، إلا أن ما تعرض له الاتحاد في المغرب من قرارات استفزازية وأخطاء من الحكم قد يتعرض له في أي مكان آخر، وما تعرض له الوداد أيضاً في جدة قد يتعرض له في أي مكان آخر، وأنا أذكّر فقط بالبطاقتين الحمراوين المستحقتين لكالون والمولد في مباراة جدة، التي اتفق محللو التحكيم على أحقيتهما إلا أن سعد كميل كان له رأي آخر. فهذا ما يجعلنا نزيح مسألة التحكيم جانباً ونركز على البحث عن إجابة للسؤال المهم، هل لعب الاتحاد بالطريقة المثالية التي تؤمن له الخروج بأقل الخسائر من هذه المباراة المتوترة في جدة قبل المحمدية؟ وهل فريق الاتحاد تنبه إلى الفخ الذي نصبه له فريق الوداد بإجباره على اللعب العنيف والسريع، الذي يعتمد على قوة الالتحام، الطريقة التي يتميز ويتفوق فيها لاعبو المغرب العربي على أقرانهم في الخليج العربي؟ وهل تعامل لاعبو الاتحاد من الظروف المحيطة قبل وأثناء المباراة بشكل احترافي، بقتل رتم المباراة مثلاً، وهم يتسلحون بعامل الخبرة الكبيرة كروياً، ما يجبر لاعبي الوداد على الوقوع في المحظور، نتيجة الضغط الكبير المتوقع من الجماهير"الاستفزازية"التي لا ترغب سوى في الفوز بتسجيل هدف باكر؟ من هنا نعرف أن لاعبي الاتحاد لم يوفقوا في التعامل مع أجواء المباراة باكراً على رغم قتالهم وبحثهم عن الفوز في الشوطين الإضافيين تحديداً وعلى رغم النقص العددي، إلا أن ركلات الترجيح كانت لها رغبة في فوز الوداد. فالمنتظر أن يكون هذا الدرس القاسي"للعميد"هو اللقاح الفعال للمشاركة المقبلة في اليابان، التي نمني النفس بظهور الفريق بشكل لائق كما يعودنا دائماً أبناء الاتحاد، خصوصاً في ظل الاهتمام والرعاية والدعم الكبير من رئيسه الذهبي منصور البلوي. [email protected]