تختلف قوة نشاط نظام شخص عن آخر، وتتباين سرعة حواسه في القدرة على الاكتساب أكثر، ويتضح تفوق أحدها على الحواس الأخرى، وبذلك يمكننا اعتبار أن الناس أنظمة مختلفة، فقد ذكر الدكتور إبراهيم الفقي رئيس المؤسسة الكندية في التنمية البشرية أن لكل شخصية طبيعية نظامها الخاص، فمثلاً تجد أن بعض الأشخاص يتفوق نظامهم البصري على السمعي والحسي منها، إذ تجده يبهرك، في تصوير المواقف، ويجذبك لتخيل وإدراك جميع الصور، التي شاهدها، إضافة إلى أنه مستمر في الحركة والتأثر بكل ما يسرده أو يسرد له، وعند تحليلك لشخصيته تلاحظ أنه يتميز بالخفة والحركة والنشاط الملحوظ، أما صاحب النظام الحسي، فمن أبرز ملامحه أنه هادئ بطبعه رقيق في أحاسيسه بسيط في حركاته بطيء في تعبيراته، أما السمعي فتجده قليل الكلام كثير التركيز، ينجذب لكل ما يسمعه أكثر مما يقرأه، أو يحس به، وهكذا، يتفوق أحد الأنظمة في طبيعتها عن بقيتها، ولكن من المفترض ألا نعتمد على النظام النشط بإسنادنا جميع تعابيرنا وأعمالنا له، بل لا بد من تنشيط بقية الأنظمة داخلنا حتى نكثف من قدراتنا، ونزيد من فعالياتنا وننجز الكثير من نشاطاتنا وأعمالنا. فمثلاُ علينا توظيف النظام البصري أيضاً والحسي إذا كنا من أصحاب النظام السمعي، فتارة نستمع إلى برامج في الإذاعة، وتارة أخرى، نوظف بصرنا بتصفح إحدى الكتب، وفي الوقت نفسه نستشعر جمال الطبيعة من حولنا، ونلمس كل ما يهز مشاعرنا، ويضيف لها إحساساً ورونقاً، بذلك نكون وظفنا جميع الأنظمة، وقمنا في الوقت نفسه بالاستمتاع بكل نظام أهمل في عمله بسبب تجاهلنا له، ومن المهم جداً أن تتوافق أنظمتنا مع غيرنا، فعندما يقترن صاحب نظام بصري بزوجة تتميز بنظام حسي فسيكون بينهما مسافة في التعامل مع بعضها البعض، لأن الأول يتميز بالنشاط والحركة، أما صحاب النظام الحسي فيتميز بالهدوء، لذلك سنلاحظ أن اقتران اثنين يتميزان بقوة النظام نفسه، سيجعل حياتهما متوافقة، ومستقرة أكثر.