في الصيف الماضي وبعد إلحاح شديد رضخت لطلبات أسرتي وتوجهت إلى بيروت ثم دمشق ولمدة 25 يوماً استمتعنا بها كثيراً، قررنا بعدها العودة إلى الرياض، وعند مدخل العمارة التي نسكن في إحدى شققها طلب مني البواب مرافقتي مع أمتعتي بعدما استقل الأولاد وأمهم المصعد الثاني فرحبت به لكنه ابتسم :"مفتاح الشقة الجديد معي بعدما غيرنا القفل لأنك نسيت قبل أن تسافر أن تغلق الباب!". أسرتني الدهشة فقلت:"يا رجل قل غير هذا، فأنا على يقين بأني أغلقته". عاد ليؤكد"لا، لا حضرتك نسيت الباب مفتوحاً واكتشفت ذلك عندما حضرت في احد الأيام لأخذ جريدة الحياة كما قلت لي قبل سفرك". وتابع البواب حديثه وهو يهم بفتح الباب بالمفتاح الجديد:"على كل حال أنا تصرفت بسرعة ولجأت إلى اثنين من الجيران اللذين دخلا معي إلى الشقة وتفقدناها جميعاً ولم نر شيئاً متحركاً من مكانه، وبإمكانك ان تتفقد بنفسك أغراض البيت"، فجأة أشارت زوجتي إلى غياب الكومبيوتر المحمول من مكانه بدأت انظر حولي في صالة الجلوس لأكتشف غياب أجهزة استقبال القنوات الفضائية الأربعة الرسيفرات، لأني مولع بمتابعة كل القنوات التي تعرض المسلسلات الدرامية والأفلام الكوميدية وأفلام الأكشن ومباريات كرة القدم في مختلف بقاع الدنيا! هنا تأكدت من تعرض البيت لعملية سطو ولا أعلم هل كانت مسلحة أم سلمية؟ ويقطع ابني عادل 8 سنوات الصمت"بابا عمو الحرامي أخذ جهاز البلاي ستيشن والأشرطة كلها"، نظرت إليه وقبل أن أتكلم أقبلت ابنتي سارة 10 سنوات"أخذ الكومبيوتر والتلفزيون من غرفتي"وبالتجول في المنزل تأكد لنا سرقة كل الأجهزة الالكترونية. تدخل البواب:"قبل أيام رأيت شاباً من السكان يحمل أجهزة إلى سيارته، وأعتقد أنها من أجهزتك ومستعد للشهادة على ذلك". ذهبت إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن السرقة وكتبت محضر الضبط بنفسي، بحسب تعليمات العسكري الموجود! ثم سألني"هل تتهم أحداً؟"فقلت:"كنت مسافراً ولم أر أحداً لكن البواب مستعد للشهادة على شخص كان يحمل أجهزة قبل أيام". تحرك العسكري على كرسيه وقال:"اسمع لو اتهمت الرجل وتبين أنه بريء سيطالبك بالحق في المحكمة! وأنت حر!"تراجعت عن الاتهام خوفاً من العواقب وفوضت أمري إلى الله ودعوت بالعوض. وفي اليوم الثاني طرق بابي احد الجيران وأكد لي أنه شاهد الشاب يحمل أجهزة شبيهة بأجهزتي وأبدى استعداده للشهادة ثم طلب مني أن يتوسط لدى أهل الشاب لعلهم يعيدون لي شيئاً من أغراضي. وبالفعل تمت المواجهة بين الضحية والجاني واتفقنا على أن يدفع والد الشاب قيمة المسروقات، مع التعهد بمغادرة العمارة وانتهت قصتي التي أتمنى أن لا يتعرض لها أحد. +