بعد توقف اجباري، يسدل الستار مساء اليوم على أولى مسابقات الموسم السعودي لكرة القدم، عندما يلتقي الهلال والأهلي على نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد لكرة القدم. التأخر جاء بسبب مشاركة الأهلي التي لم يكتب لها النجاح في بطولة أبطال اسيا، وجاء خروجه على يد شينزين الصيني مريراً، على رغم نجاحه في المباراة الأولى على ارضه بنتيجة 2-1، الا أن مباراة الاياب حملت أخباراً غير سارة لأنصار"القلعة الخضراء"، وهذا ما يجعل الأهلاويين ينظرون لمباراة الليلة بمنظار التعويض، والعودة الى نغمة البطولات التي غابوا عنها طويلاً. الحديث عن الفريقين قبل اللقاء واستعدادهما ودرجة جاهزيتهما ربما يكون ضرباً من التخمين ليس أكثر، فالنهائيات لا تعترف بالتحضيرات حتى وان كانت نموذجية، وتنتهي كل تلك التجهيزات بمجرد إطلاق حكم اللقاء خليل جلال صافرة البداية. الهلال والأهلي قمتان من قمم الكرة السعودية، خبرا النهائيات جيداً، ويملكان في رصيدهما سجلاً ناصعاً من الكؤوس، إذاً فالخبرة الميدانية موجودة في عناصر الفريقين، وأجانبهما ومدربيهما. نجح الفريقان في تقديم عروض ممتازة، أهلتهما للعب النهائي باقتدار، الهلال يخوض النهائي للمرة الثالثة على التوالي خسر في الأولى أمام الاتفاق وحل وصيفاً وكسب الثانية من الاتفاق، وهو قدم مستوى لافتاً في مسابقة هذا العام، ومثله لاعبون جلهم من الشباب مع تطعيهم ببعض لاعبي الخبرة. والسؤال الذي تتداوله المجالس الرياضية هل سيمثل الهلال الليلة اللاعبون انفسهم الذي لعبوا المباريات التمهيدية، وتحت اشراف مدربهم البرازيلي الكساندر، أم أن بريق النهائيات ومكافآت الفوز ستجعل مدرب الفريق الأول باكيتا ينحي ابن جلدته، ويتولى الاشراف بنفسه على الفريق، الهلاليون على مستوى الادارة صرحوا غير مرة أن الفريق الأولمبي هو من سيخوض النهائي هذا المساء، الا ان جماهير"الزعيم"طالبت الادارة باشراك اللاعبين الأجانب ولاعبي المنتخب السعودي بحجة"ان لاعبي الأهلي هم لاعبوه الأساسيون، وبالتالي فلا مجال للتفريط في بطولة ربما تزيد السجل الهلالي". وسواء اشرف على الهلال باكيتا أو الكساندر فالفريق يمر بثورة بطولية بدءاً منذ العام الماضي، تمثلت في"تكويشه"على كل بطولات المسابقات السعودية المحلية، وهو - أي الهلال- لم يبق أخضراً ولا يابساً الا حصده الموسم المنصرم، فمدربه باكيتا نجح بامتياز، ويحظى بثقة الادارة التي تمانعه في أي شيء حتى أنه بدأ الدوري السعودي بلاعبي الصف الثاني، وسيكون باكيتا حاضراً في الملعب سواء على دكة الاحتياط أو بجهاز اللاسلكي من على المدرجات. واذا كان باكيتا يحظى بثقة الهلاليين الرسميين، فان جماهير الفريق تسير في هذا الاتجاه على رغم تحفظها على منهجيته في رسم خطة المباريات باصراره على اشراك مهاجم واحد فقط في الشوط الأول، وتغيير الطريقة في الشوط الثاني. الصفوف الهلالية مكتملة على صعيد اللاعبين الأساسيين والبدلاء والأجانب، وبدأ الفريق في تقديم بداية نموذجية في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، بفوزه مرتين على أبها والحزم، وتصدره قائمة ترتيب فرق المسابقة. الأهلي بدوره خرج لتوه من فوز عريض على الوحدة بخماسية، لكن مرارة الخروج الاسيوي لا تزال عالقة في الحناجر الأهلاوية. غياب الأهلي عن منصات التتويج جعلت النقاد يرشحون الهلال للفوز، الا ان تعطش الأهلاويين من جهة أخرى لاثبات الجدارة يعد عاملاً لمساعدتهم في مباراة الليلة. مدرب الأهلي ايليا يدخل امتحانه الأخير، وسيكون قريباً من المطار أقرب من بيته في حال اخفاقه، خصوصاً أن الفترة الماضية شهدت تجاذباً بينه وبين الادارة الأهلاوية، في سبيل تبرئة النفس من مسؤولية الخروج الآسيوي. الليلة موعد مع النجوم المشعل وعبدالغني وروجيرو والمسعد على الجانب الأخضر، والقحطاني والتمياط والشلهوب على الجانب الأزرق.