يعاني سكان العزيزية، وبخاصة في "حارة الموظفين" من انتشار أعداد كبيرة من الكلاب الضالة، تسبب لهم الكثير من الإزعاج بنباحها المستمر وإثارة الخوف والفزع بين النساء والأطفال. ومشكلة وجود تلك الأعداد من الكلاب الضالة هى مشكلة تراكمية، خاصة أن حي الموظفين يقع فى الجهة المقابلة مباشرة لمنطقة البر، التي يقع خلف ساترها الترابي عدد من"الجواخير"التي تربى فيها الماشية. وأدى هذا الى توالد أجيال من الكلاب على مر السنين السابقة، إلى درجة أدت إلى وجود صراعات بين فصائل تلك الكلاب ل"وضع اليد"على المنطقة، وبسط نفوذها واحتكار أكوام القمامة التي يرمي بها الأهالي خارج منازلهم. ومع تعود السكان على نباحها أصبحت الأمور اعتيادية على رغم مطالبة البعض ب"إيجاد"حل لها، خاصة أنها تشكل تهديداً لحياة الأطفال الذين وصلت العلاقة بينهم وبين تلك الكلاب الضالة إلى مستوى التطبيع الكامل، لعدم إدراكهم حجم المخاطر الصحية وغيرها التى يمثلها الزحف المستمر لمجموعات تلك الكلاب على صحتهم وحياتهم. وأصبح منظر وجود هذه الكلاب تحت سيارات أهالي الحي، أو أثناء الدخول إلى فناء المنازل، إذا ما كانت أبوابها مفتوحة، أمراً ليس بالغريب بسبب الجرأة التي تملكت تلك الكلاب. وحاول الأهالي صد الهجوم عبر وضع سموم مغلفة بالعسل لقتلها، ونجحت المحاولة فى اصطياد اثنين منها. لكن تلك الكلاب الضالة أدركت الأمر، وأخذت بالاحتراس، ما دفع بأحد سكان الحي إلى استخدام إطلاق الرصاص من بندقية صيد لإخافتها، ولم يفلح الأمر. واتجه آخر إلى مطاردتها بسيارته إلى منطقة البر، لعله يثير فيها الخوف، ولا ترجع مرة أخرى إلى التسكع أمام منازلهم. فيما اتخذت إحدى العجائز جانباً آخر من الأمر، بأن قامت بفتح قنوات اتصال غير مباشرة معها، استسلاماً منها بالأمر الواقع، وتقوم في شكل يومي بإطعامها في خيمتها الخاصة، بأن تضع لها بقية الطعام وتسقيها الحليب رحمة بها. ويحذر الأطباء من الأمراض التي تنقلها الكلاب الضالة إلى الإنسان، ولعل أخطرها مرض"الليثمانيا"، وهو مرض طفيلى ينتقل عن طريق الكلاب والفئران، ويقوم ذباب الرمل بنقل الطفيل الموجود فى دم الكلاب إلى الإنسان، وأعراضه ظهور تقرحات جلدية، ومن الممكن أن يصيب كبد الإنسان ويؤدى إلى مخاطر على الحياة. وبهذا الخصوص يقول مانع الظفيرى أحد سكان الحي أن وجود هذه الأعداد الكبيرة من الكلاب بسبب قرب الحي من منطقة البر، ولهذا فوجود ساتر يمنع تسللها إلى الحي مطلب مهم يجب أن تسهم به البلدية، فنباحها مصدر إزعاج، كما أن الأطفال بطبيعتهم وعفويتهم يلعبون معها، غير مدركين لمخاطرها، كما على هيئة الزراعة أن تجد حلاً علاجياً بالقضاء عليها حتى لاتقع مشكلة، فهذه الكلاب حيوانات قد يُصاب أحدها بالسعار ويهدد حياتنا. +