دعا وزير الحج السعودي إياد مدني المؤسسات الدينية من"العلماء والدعاة والجهات المعنية بالإفتاء"إلى أن تأخذ"بفقه الواقع"والرخص الشرعية في ما يتعلق بالأحكام الشرعية في الحج، وخصوصاً في رمي الجمرات. وانتقد في الوقت ذاته"الدعاة المتشددين"الذين يكرسون في أذهان الحجاج مفاهيم تخلط"بين ما هو ركن لا يتم الحج إلا به، والواجب الذي يجبر كسره، والسنة التي لا يثاب تاركها". وأضاف مدني"أقول لهؤلاء المتشددين اتقوا الله في حياة الحجاج وأمنهم وسلامتهم"، مؤكداً أن جهات فقهية كثيرة مثل"هيئة كبار العلماء في السعودية والأزهر الشريف والإخوة في اندونيسياوماليزيا, وتركيا أخذوا بالتوسيع على حجاجهم"وهذا تيار وتوجه ندعمه ونحرص على استمراره وندعو دائماً من يتوجه إلى غير ذلك أن يصحبنا لرمي الجمار في ذروة اكتظاظ الحجاج فوق جسر الجمرات، حتى يشاهد ما يجري حوله" وقال مدني في حوار مع"الحياة"إن وزارة الحج"استعانت بخبراء متخصصين من الجامعات السعودية، فضلاً عن التعاون الدائم مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج من أجل المشاركة في الدراسات والخطط المتعلقة بأمور الحج، وحتى تتم إدارة حشود الحجاج بيسر وانسيابية". وأشار الى أن السعودية تتحمل نتائج دول العالم الإسلامي في توعية حجاجها سواء أكانت"سلبية أم إيجابية"، على رغم أن توعية الحاج هي مسؤولية كل بلد تجاه حجاجه. وفي ما يلي تفاصيل الحلقة الثانية من الحوار: إياد مدني:أقول للدعاة المتشددين خذوا بفقه الواقع ألا تعتقدون أن مسألة توعية الحجاج تنعكس سلباً وإيجاباً عليهم وتتحمل العبء بالدرجة الأولى الجهات القائمة على الحج، فإلى أين وصلتم في هذا المشروع؟ - في ما يخص التوعية أطلقنا حملة توعية مكثفة لم تشهدها الأعوام الماضية من الملصقات والنشرات التعريفية. وهناك برنامج طموح لم يحظ بمتابعة إعلامية كافية على المدى الطويل، وأصدرت الوزارة ثلاثة برامج توعية على مستوى العالم، لأن توعية الحاج هي مسؤولية بلده لكن سنتحمل نجاح تلك الدول أو إخفاقها في توعية حجاجها، لذلك سعينا إلى إيجاد مفهوم موحد للتوعية الشاملة من النواحي الدينية والصحية والبيئية والنفسية والاجرائية. ماذا عن ورش العمل التي تقومون بها في عدد من الدول الإسلامية؟ - نفذنا ورش عمل في سبعة أقاليم إسلامية في بلدان عدة، وننفذ أربع أخرى سنوياً، والغرض منها تمكين هذه الدول ليكون لديها برنامج توعية حقيقي في الإطار المتفق عليه، ما أسهم في تطور معرفة الحجاج وعلى سبيل المثال لو قارنا حال حجاج نيجيريا بما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام لوجدنا فارقاً واضحاً من ناحيتي التنظيم والوعي. هناك حجاج يأتون ولديهم قناعات دينية او فتاوى تلقوها من مفت أو عالم، كيف يمكن التعامل معهم؟ - الأمر هنا ليس مجرد توعية بل يتطلب أن يعمل أهل العلم والعلماء والدعاة بالرخص الشرعية، وأن ينظروا الى الحج من زاوية"فقه الواقع"، وأن يوضحوا للحجاج الفرق بين ما هو ركن لا يتم الحج إلا به، وما هو واجب يجبر عند عدم القيام به بدم أو سنة لا يعاقب تاركها. والحقيقة أن من يكرسون في أذهان الحجاج ضرورة تطبيق السنن والتعامل معها وكأنها ركن من أركان الحج لا يأخذون بفقه الواقع، وهم بعيدون بذلك عن الحرص على سلامة الحجاج, وربما حياتهم. ونحن نقول لكل هؤلاء المتشددين اتقوا الله في حياة الحجاج وأمنهم وسلامتهم. ولكن نحن نتفاءل بتفهم كثير من المؤسسات الدينية وخصوصاً التي تملك حق الإفتاء التي بدأت تنظر إلى الأمر بفقه الواقع. واخيراً اجتمع أعضاء هيئة كبار العلماء في السعودية لبحث الآمر ونأمل ان يسفر عن ذلك، التوسع في الرخص الشرعية، وكثير من الجهات الفقهية مثل هيئة كبار العلماء في السعودية و"الأزهر الشريف"والأخوة في اندونيسياوماليزياوتركيا أخذوا بالتوسيع على حجاجهم، وهذا توجه نؤيده وندعمه ونحرص على استمراره، وندعو دائماً من يتوجه إلى غير ذلك أن يصحبنا لرمي الجمار في ذروة اكتظاظ الحجاج فوق جسر الجمرات حتى يشاهد كل ما يجري حوله. وهل تطلعون الجهات الشرعية على صور ومشاهد للحجاج أثناء رميهم الجمار؟ وهل يقتنعون ويعملون على النظر فيها؟ - نطلعهم دائماً على ذلك. تشير بعض الدراسات إلى أن أعداد الحجاج ستتضاعف في السنوات المقبلة علماً ان مساحة المشاعر المقدسة محدودة، كيف ستتصرفون؟ وماذا عن مشاريع البناء والتوسعة هناك؟ - هذا ما يجب أن نعد العدة له، أي ان تلحظ الوزارة استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار الاعداد المتزايدة للحجاج. وتقضي طبيعة الحال بذلك. تعلم أن المعادلة المطروحة دائماً أنه إذا كان هناك بليون مسلم، ورغب 10 في المئة منهم أداء الفريضة سيكون العدد 100 مليون، واذا توافرت ل10 في المئة من هؤلاء شروط الاستطاعة سيصبحون 10 ملايين حاج. حالياً، وفي تقدير متحفظ لعدد المسلمين، لأن بعض التقديرات تعتبر انهم بلغوا بليوناً ونصف البليون نسمة، ما يعني أنه لا بد أن نستعد وهذه استراتيجة الوزارة كما ذكرت. هناك طبعاً بعد إنشائي لكن الأهم هو الأخذ بالرخص وفقه الواقع، وأصحاب الفضيلة حريصون تماماً على هذا الأمر. يعني هو المحظور والمهم ألا يكون هناك استغلال تجاري في مساحة البناء وألا تتحول"منى"ضاحية ذات مبان عالية. يجب المحافظة على روح المكان وصلته بالحج، لكن من حيث الحكم الشرعي ما الفرق بين البناء في الأطراف والبناء في الوادي؟ أخيراً ما هي المشاريع الجديدة التي لم يعلن عنها أو تأملون أن تروها منفذة؟ - الحج قطاع خدمي مشاريعه مستمرة آخرها تعديل الجسر، لكن علينا تدارك الخطوات للمستقبل والبدء في التخطيط للبناء في سفوح الجبال، لكن أقول لك ما هي امنياتي، امنياتي ان الحجاج والمعتمرين يسكنون في كل احياء مكةالمكرمة وارجائها، وأن تصبح مدينة مبتسمة تفتح ذراعيها لكل قاصديها وبلغتهم وتعينهم على استعادة تاريخ الاسلام العظيم الذي شهدت مولده الخطة التشغيلية الموسمية لوزارة الحج وضع خطة في موسم كل عام توضح فيها الأهداف العامة التفصيلية للوزارة والإدارات المرتبطة بها مع تحديد المدى الزمني اللازم لتنفيذ خطط الإدارات واللجان والوحدات العاملة ضمنها وتحديد مهام واختصاصات كل وحدة أو لجنة على حدة. مركز الطوارئ والعمليات أنشىء في موسم حج 1415ه بهدف تطبيق إجراءات السلامة الوقائية في مخيمات الحجاج ومساكنهم وتوفير الأمن أثناء أدائهم مناسكهم ومساندة الجهات الأخرى في حالة الطوارئ . نظام الحج الآلي نظراً لتعدد الجهات المسؤولة عن خدمات الحجاج وتشابك علاقاتها فقد تم تطبيق مشروع الحاسب الآلي ليشمل مرافق الخدمات كافة، خصوصاً عند معابر الدخول لتنظيم عملية قدوم الحجاج وسهولة نقل معلوماتهم بين جميع الجهات ذات الاختصاص. اللجان الموسمية وتشكل من منسوبي وزارة الحج أو التي تشارك فيها مع جهات أخرى لخدمة الحجاج وهي لجان متعددة وكثيرة ومنها: 1- لجنة التفتيش على مساكن الحجاج. 2- لجنة النظر في مخالفات ضوابط الإسكان. 3- لجان الكشف على مساكن الحجاج اللجنة الفنية ولجنة التفتيش الصحي. 4- لجنة توزيع الأراضي والطوارئ في المشاعر المقدسة. 5- لجنة مكافحة السماسرة. 6- لجنة النظر في شكاوى الحجاج في مكة والمدينة المنورةوجدة. 7- لجنة التصعيد. 8- لجان المتابعة والمراقبة الميدانية على أداء المؤسسات ومجموعات الخدمات الميدانية ومكتب الوكلاء الموحد ونقابة السيارات. المراكز المساندة لخدمة الحجاج هي مراكز توجيه للحجاج بمداخل مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومراكز إرشاد الحجاج التائهين، ومراكز مراقبة تفويج الحجاج. أهم ما تم تطويره واستحداثه من خدمات نبذة تاريخية عن وزارة الحج في السعودية تعتبر الحكومة السعودية أن من أهم واجباتها تجاه حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام هو تقديم الخدمات المتكاملة لحجاج بيت الله الحرام منذ أن تطأ أقدامهم أرض المملكة وحتى عودتهم إلى بلادهم، تظل الرعاية الكريمة الشاملة للحجاج والعمار، موضع اهتمام المسؤولين في المملكة منذ عهد المؤسس الأول الملك عبد العزيز آل سعود وقد كان للتنظيم دوره في دعم تلك الرعاية والاهتمام بشؤون الحج وقد كانت بداية تنظيم الحج ووضع قواعده بأمر جلالة الملك عبد العزيز آل سعود بإنشاء المديرية العامة لشؤون الحج لتتولى تقديم خدماتها لضيوف الرحمن وذلك في عام 1365ه حيث رصد لها أول موازنة. وفي عام 1372ه سميت"الإدارة العامة للحج"مع زيادة في التنظيم، وفي عام 1381ه أنشئت وزارة الحج والأوقاف ضمن منظومة وزارات المملكة. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز صدر مرسوم ملكي بتاريخ 22/1/1414ه يفصل وزارة الحج عن الأوقاف لتصبح بمسمى"وزارة الحج". ومن ذلك التاريخ أصبح عمل هذه الوزارة مقتصراً على شؤون الحج والعمرة. أهداف وزارة الحج: 1- الإشراف الكامل على المؤسسات الأهلية التجريبية للطوافة والعمل على تطوير المهنة. 2- المشاركة في وضع الخطط التشغيلية السنوية لمؤسسات أرباب الطوائف وتطويرها. 3- الإشراف العام على خدمة الحاج منذ وصوله إلى منافذ المملكة وحتى مغادرته. 4- التنسيق في كل ما يخص خدمة الحاج وتسهيل مهمته مع بعثات الحج. 5- التنسيق مع الأجهزة الحكومية المساندة كافة في أعمال الحج لتوحيد جهود خدمة الحجاج. 6- النظر في شكاوى الحجاج ومقترحاتهم بما يتمشى وما تقدمه الوزارة من خدمات. 7- النظر في قضايا أرباب الطوائف وعلاج المشكلات القائمة بين الحجاج ومن يقوم بخدمتهم. 8- الاشتراك في لجان الحج العليا والمركزية والمختصة بالتخطيط لأمور الحج بغرض إصدار تنظيمات خدمة الحجاج كافة. ملخص الخطة التشغيلية لإدارة التخطيط والمتابعة للنقل الترددي يعتمد نظام النقل بالرحلات الترددية أثناء نفرة الحجيج من عرفات إلى مزدلفة ثم إلى من مزدلفة إلى منى على استخدام مسارات مغلقة ذهاباً واياباً. وقد جرى تطبق هذا النظام على فئة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا واستراليا، ونظراً للنجاح الكبير الذي تحقق في نقل الحجاج بين المشاعر المقدسة باستخدام الحافلات الترددية سواء من حيث اختصار زمن النقل أو تقليل عدد الحافلات المستخدمة أو تقليل التلوث البيئي أو رفع كفاءة استخدامات الأراضي، يتم حالياً التوسع في تطبيق هذا النظام على مراحل وبالتدرج ليشمل فئات الحجاج كافة بدءاً بحجاج جنوب شرق آسيا، ومن الطبيعي أن تخصيص الموارد من اجل عملية التوسع في التطبيق تحمل في حد ذاتها تحدياً حيث إن نجاح تطبيق التجربة على فئة لا تتعدى المئتي ألف حاج يعني ويتطلب بالضرورة استمرار نجاحها عند مضاعفة هذا العدد عدة مرات في ظل القيود الكثيرة التي تحد من إمكان تسخير الموارد سواء المكانية أو الزمانية. تظل أعمال النقل في المشاعر المقدسة التي لا يكاد ينتهي الموسم بفضل من الله ومنه حتى تبدأ الأفكار والدراسات والخطط الخاصة بها من اجل تطوير الأداء الامثل لها الذي يكفل لضيوف الرحمن الراحة أثناء أداء المناسك في المشاعر المقدسة. وهذا يتطلب توفير الدعم الكافي لإدارة التخطيط والمتابعة للنقل الترددي سواء من حيث زيادة عدد العاملين وإيجاد الموظفين ذوي المؤهلات العلمية المناسبة وتوفير الجو والمتطلبات المادية اللازمة لتحقيق الهدف المنشود. وتفخر إدارة التخطيط والمتابعة للنقل الترددي بما منه الله عليها من شرف بأن جعلنا خدماً للحجاج من خلال هذا الموقع ونسأل الله العلي القديم أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الله الكريم وان يضاعف لنا من الأجر والمثوبة.. وبالله التوفيق. البرنامج التوعوي إن البرنامج أو المشروع التوعوي للحجاج هو مجهود على المدى الطويل وليس بذلك المشروع الذي ينتهي في تاريخ معين، وقد عقدت الوزارة مؤتمراً في ماليزيا في العام المنصرم لكل قياديي خدمات الحج في الدول الإسلامية حضره نحو خمسة وأربعين قيادياً بما في ذلك العديد من الوزراء والمعنيين بالحج على المستوى القيادي لتأسيس مفهوم نتفق عليه حول التوعية التي تعتبر مسؤولية الدول التي يقدم منها الحاج، وذلك أمر مستمر ويجب أن يقدم بأسلوب منهجي وليس مجرد كتب تطبع أو فيلم يسجل يشاهده الحاج بل يجب أن تكون البرامج التوعوية ذات صلة بالحاج ويفهمها وتكون لديه قناعة بها. بعد ذلك انتقلنا إلى مرحلة ورش العمل وعقدنا ست ورش عمل في أقاليم إسلامية حتى نؤصل هذه المفاهيم، وكيف يمكن تطبيقها وتدريب المدربين، أي الذين سيقومون بتنفيذ برامج التوعية في بلادهم، أما المرحلة الثانية التي ستبدأ في العام المقبل فستشمل تنظيم ورش عمل على مستوى هذه الدول، ودور وزارة الحج ان تعين الجهات المعنية بالتوعية بتوفير المعلومة والبعد العلمي والايضاح المنهجي وبعض الأدوات التي تعين على إقامة مثل هذه البرامج... والوزارة تلمس حالياً فهماً أوضح وعناية أكبر بقضايا التوعية وهناك دول بادرت وخطت خطوات جيدة في المفهوم التوعوي بما فيها تلك الدول التي كنا نعاني من قلة وعي حجاجها. مراكز الإرشاد قامت الوزارة بإنشاء سبعة وعشرين موقعاً لإرشاد الحجاج التائهين وخدمتهم وتلقي شكاواهم وتم تخصيص سبعة عشر مركزاً في عرفات والحرم المكي والحرم المدني ووضعت في مواقع واضحة للعيان وهذه المراكز متصلة بمركز المعلومات وأيضاً بمؤسسات الطوافة ومؤسسات الأدلة التي تقوم بدور رديف ومصاحب لعمليات الإرشاد وايصال التائهين. وقد تم تطوير عملية الاهتمام بالحجاج التائهين ففي مكةالمكرمة أنشئت مقار على أطراف المنطقة المركزية، خاصة وأنه أحياناً يستغرق إرشاد الحاج إلى منزله أو مسكنه وقتاً طويلاً تحكمه صعوبة الدخول للمنطقة المركزية وبتوفيرنا لمثل هذه المقار الإرشادية على الأطراف سنختصر الفترة التي يقضيها الحاج في البحث عن سكنه من لحظة دخوله مركز الإرشاد إلى لحظة وصوله إلى مسكنه.