دخل الأزهر الشريف على خط الأزمة المصرية، محذراً من دخول البلاد في"حرب أهلية"، فيما دانت المعارضة المصرية أعمال العنف التي وقعت في محافظات عدة، لكنها تمسكت بمطالبة الرئيس محمد مرسي بالرحيل. وقال كبير مستشاري شيخ الأزهر الدكتور حسن الشافعي في بيان أمس:"يجب اليقظة حتى لا ننزلق إلى حرب أهلية لا تفرق بين موالاة ومعارضة ولا ينفعنا الندم حين ذلك". ودان بيان الأزهر ما وصفها ب"العصابات الإجرامية التي تسببت في سقوط ضحايا ومصابين من شباب مصر الطاهر"، كما استنكر"بشدة حصار بعض المساجد في المنصورة وغيرها من بعض الجهلة الذين لا يريدون الخير لمصر وأهلها". ودعا الأزهر المعارضة إلى قبول دعوة الرئيس إلى الحوار بدل المضي قدماً في الاحتجاجات. وفي الإطار ذاته، أكد مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام أن التظاهر السلمي جائز شرعاً من حيث الأصل، ويُعد حقاً مكفولاً لكل مواطن، موضحاً أن التظاهر السلمي من الوسائل التي عرفها المسلمون، طالما تتم في سياق الإصلاح، بما لا يتصادم مع الشريعة، ولا تعطل المصالح العليا للبلاد والعباد. وشدد المفتي، في بيان له، على وجوب محافظة الجميع على أيديهم"نقية غير ملوثة بدماء إخوانهم المصريين"، منبّهاً أن"تلوث الأيدي بالدماء ليس بالضرورة أن يكون عن طريق القتل المباشر، وإنما الدعوة إلى أي مظهر من مظاهر العنف"، قبل أن يحذّر منظمي التظاهرات من"اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب". ودانت قوى المعارضة المصرية أعمال العنف التي جرت في البلاد، ودعا القيادي في جبهة الإنقاذ عمرو موسى الرئيس محمد مرسي وحكومته إلى"مراعاة مصالح مصر والمصريين في تجنب إثارة التعقيدات التي قد تؤدي إلى صدامات بين أبناء الشعب الواحد"، كما دعا كل القوى الوطنية إلى"أن تصر على المسيرات السلمية والحق في حرية التعبير". وقال:"علينا إرسال رسالة واضحة إلى الجميع داخل البلاد وخارجها أن الشعب المصري وقد فاض به الكيل يؤمن بالديموقراطية والحق في المطالبة بالتغيير"، وشدد على ضرورة نبذ العنف. وعلى النهج نفسه سار مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي الذي اعتبر أن من يستخدم العنف عدو للشعب والثورة. وكتب صباحي على تويتر"إلى الشعب المصري العظيم الذي يخرج اليوم معبّراً عن إرادته: السلمية سلاح النصر". وقال إن"الذين يستخدمون العنف أعداء للشعب وخونة للثورة عن عمد أو جهل". وشدّد صباحي على حرمة الدم المصري، وقال:"كل الدم المصري حرام". وفي موقف مماثل لفت رئيس الوفد السيد البدوي في بيان إلى أن"أبناء الوطن الواحد الذين كانوا بالأمس القريب يفتدي كل منهم الآخر من أجل نجاح الثورة وتحقيق أهدافها للأسف يقتتلون اليوم وقد تحولت الميادين والشوارع التي وحدتهم في الماضي إلى ساحات احتراب أهلي". وكانت جبهة الإنقاذ اعتبرت في بيان أعقب اجتماعها مساء أول من أمس إن خطاب مرسي لم يزدها إلا إصراراً على التمسك بدعوتها لانتخابات رئاسية مبكرة. في المقابل، قال رئيس حزب مصر القوية عبدالمنعم أبو الفتوح إن حزبه لن يشارك في أي تظاهرات تتعاون مع من سمّاهم"بلطجية"نظام حسني مبارك بغطاء من بعض فصائل المعارضة بهدف إسقاط"النظام الشرعي بالقوة". وأضاف أبو الفتوح:"مصر القوية تجرم عدوان بلطجية نظام مبارك على مقرات حزب الحرية والعدالة وقتل أعضاء الحزب في المنصورة والزقازيق". وأضاف أن الحزب لن يشارك في أي فعاليات شعبية لإحداث فوضى تؤدي إلى انقلاب عسكري، لكن أبو الفتوح كرّر مطالبته للرئيس مرسي بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. من جانبه قلل سكرتير الرئيس للشؤون السياسية خالد القزاز من المطالبات بسحب الثقة من الرئيس، ورأى أن الدعوة إلى الانقلاب على النظام الحالي بشكل غير ديموقراطي لا تمثل التيار الغالب للمعارضة الوطنية المصرية. في غضون ذلك فاز طارق الزمر برئاسة حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، خلفاً لنصر عبدالسلام، وحقق الزمر المقعد بعدما حصل على 232 صوتاً بينما حصل منافسه الرئيسي صفوت عبدالغني على 108 ?????.