لم تحمل رحلة يوفنتوس الإيطالي إلى ألمانيا معها أياً من الذكريات السعيدة بالنسبة إلى الطليان، إذ أفسد بايرن ميونيخ العديد من الأرقام التي كان تنفرد بها"السيدة العجوز"بعدما تجاوزه ذهاباً بهدفين من دون رد أول من أمس الثلثاء في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ولم يفلح برشلونة الإسباني في المحافظة على تقدمه على مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي حتى ثواني المباراة الأخيرة التي قصمت ظهر الضيوف. 18 مباراة لم يتذوق فيها يوفنتوس الإيطالي في دوري الأبطال، كان رقماً كافياً ل"البيانكونيري"قبل أن يصطدم بالعملاق البافاري الذي ألحق به الخسارة الأولى هذا الموسم في البطولة الأقوى عالمياً بهدفين دخل أولهما التاريخ كواحد من أسرع الأهداف في تاريخ البطولة، إذ لم يمهل النمسوي ديفيد ألابا لاعبي يوفنتوس سوا 26 ثانية، قبل أن يباغتهم بتسديدة من خارج منطقة الجزاء خادعت الجميع بمن فيهم الحارس العملاق بوفون، قبل أن يعزز"الزعيم البافاري"تقدمه بواسطة توماس مولر قبل نصف ساعة من صافرة الحكم. لم يكن الثاني من نيسان أبريل هذه المرة كما اعتاد عليه أبناء تورينو، إذ لم يعرف فريقهم الخسارة في هذا اليوم منذ أكثر من 104 أعوام، قبل أن ينهي البايرن هذه الحميمية، ما دعى مدرب الفريق أنطونيو كونتي الاعتراف وسط ابتسامة غائبة:"يتعين أن نكون صريحين، ونرفع القبعة لمنافس أقوى بكثير من فريقنا، بايرن أفضل فريق واجهناه هذا الموسم"، مؤكداً عزمه ولاعبوه التعويض في إياب تورينو. بدوره ظهر العجوز الألماني مدرب بايرن ميونيخ يوب هاينكس بنشوة الفوز، قائلاً:"كنا مفعمين بالثقة، وقدمنا أداءً رائعاً، سعداء بالفوز على فريق إيطالي من دون أن تهتز شباكنا، كانت مباراة على أعلى مستوى، ونتيجة مذهلة أمام بطل إيطاليا الذي يبدو قريباً من الاحتفاظ بلقبه"، وسخّر الأسطورة الألمانية بينكباور من تصرف بوفون في الهدف الأول،"كيف تمركز بوفون أثناء تسديدة ألابا؟ لقد ظهر وكأنه حارس متقاعد". من جانبه، أكد قائد الفريق البافاري فيليب لام:"كان بإمكاننا تحقيق نتيجة أكبر، علينا الآن أن نقدم أداءً مشابهاً في الأسبوع المقبل، كي نتمكن من التأهل إلى الدور قبل النهائي"، كان ذلك خلافاً لما بدا عليه مايسترو خط الوسط اندريا بيرلو:"عندما تكون مستعداً للقاء كبير كهذا، وتجد نفسك متأخراً بعد 30 ثانية فقط، فالأمر يكون محبطاً للغاية"وزاد:"لست راضياً إطلاقاً عن أدائي في المباراة، قمت بأخطاء عدة، وفقدت الكرة مرات". وفي"عاصمة الأنوار"باريس، تجلى ممثل فرنسا الأوحد في هذه البطولة، مظهراً لنا وجهاً مشرقاً بتسطيره لواحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم أمام ضيفه"الكاتلوني"الثقيل، على رغم بداية الضيوف بالتسجيل قبل ست دقائق من نهاية الشوط الأول بواسطة ليونيل ميسي، إلا أن أصحاب الأرض استطاعوا العودة من طريق لاعب برشلونة السابق زلاتان إبراهيموفيتش قبل 10 دقائق من نهاية المباراة، وبتقدم الضيوف مجدداً في الدقيقة الأخيرة من المباراة بركلة جزاء سددها تشافي هيرنانديز، عاد سان جيرمان في ثواني المباراة الأخيرة بتصويبة من طريق بليس ماتويدي كادت أن تقصم ظهر الحارس فيكتور فالديز. "هدف ميسي كان هدية من جانبنا، أما الهدف الثاني للبرشا فكان هدية من الحكم"هكذا لخص مدرب أصحاب الأرض، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مباراته أمام الكتالونيين بخلاف مدرب برشلونة الذي عزز من قدرة فريقه بالتأهل إياباً حتى في ظل النقص، وقال:"لو غاب ميسي وماسكيرانو عن الفريق، فعلينا الاستفادة من الواقع بأننا نمتلك فريقاً كبيراً".