فوجئ اللبنانيون، في بيروت خصوصاً، منذ مطلع الأسبوع بفقدان الأونصات والليرات الذهبية من معظم المحلات إذ بات شراء أونصة أو ليرة يتطلب بحثاً كثيفاً بعدما كان أمراً سهلاً. وشهدت السوق إقبالاً كثيفاً على هذا النوع من الذهب من الأشخاص الذين فضلوا توظيف أموالهم والاستفادة من تدني الأسعار لتحقيق ربح سريع مستعينين بتوقعات بمعاودة ارتفاعها قريباً، فيما أكد أصحاب المحلات، في المقابل، توافر الحلي الذهبية فقط. ونفى نقيب تجار الذهب والمجوهرات في لبنان نعيم رزق ل"الحياة"وجود"أزمة"، مؤكداً أن"الطلب الكثيف شكل ضغطاً على التجار والمصانع وأدى إلى فقدان المعروض، لكن يمكن تأمين الأونصات أو الليرات من المحلات الكبيرة والمعروفة التي تستطيع مجاراة الطلب". وشددت مصادر في القطاع على أن العمل جارٍ لتلبية الطلب. وقال أحد الزبائن ل"الحياة"إنه حاول خلال اليومين الماضيين شراء عدد من الأونصات مستفيداً من تدني الأسعار، إلا أنه لم يجد طلبه عند أحد. وأضاف:"أعتقد أن الذهب متوافر في المحلات، إلا أن أصحابها لا يرغبون في البيع بأسعار منخفضة، بل يفضلون انتظار ارتفاع الأسعار مجدداً بهدف تحقيق مزيد من الأرباح". وهذا ما أكده نقيب تجار الذهب والمجوهرات في لبنان السابق أمين السر الحالي للنقابة محمد الزيات ل"الحياة"، إذ قال:"قد يلجأ بعض أصحاب المحلات إلى التريث في البيع في ظل التذبذب الكبير الحاصل في الأسعار، أو انتظار ارتفاعها مجدداً بهدف تحقيق مكاسب أكبر، على رغم توافر الأونصات أو الليرات لديهم". وأكد أن"النقابة لا يحق لها التدخل في هذا الموضوع الذي يُعتبر مسألة تجارية بحتة". وقال أحد أصحاب المحلات محمد حليق:"هناك مصنعان أساسيان يسلمان الذهب للمحلات، لكن الطلب الكثيف في الأيام الأخيرة فاق العرض وطاقة الإنتاج، فالناس أقبلت في شكل هستيري على الشراء ما أدى إلى اختفاء المنتجات المطلوبة". ولفت إلى أن"معظم المحلات تحتفظ بما بين 20 و50 ليرة من الذهب، وما بين 10 و30 أونصة فقط، وهذه بالطبع كميات قليلة جداً مقارنة بالطلب الأخير".