دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب - قال ناشطون سوريون إن ثمانية مدنيين قتلوا امس برصاص قوى الأمن لدى نزول آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في تظاهرات واسعة لدعم المجلس الوطني المعارض الذي أعلن تأسيسه في إسطنبول منتصف الأسبوع الماضي، متحدثين أيضاً عن مقتل شخص تاسع في كمين. في موازاة ذلك، أفادت الوكالة السورية للأنباء الرسمية (سانا) بأن «مجموعات إرهابية مسلحة» أصابت امس ضابطاً وعنصرين في قوات حفظ النظام في مناطق مختلفة في البلاد. ونفت ما قيل عن محاصرة جوامع في مدن سورية. وقتل ثلاثة مدنيين منهم اثنان برصاص قناصة في مدينة دوما وآخر في مدينة الزبداني القريبتين من دمشق، كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل أربعة آخرون منهم مسنان برصاص قوات الأمن في حمص (وسط) حيث أصيب 25 شخصاً على الأقل، كما قال المصدر نفسه. وسارت تظاهرات تدعو إلى سقوط النظام «في معظم أحياء حمص»، احد مراكز الاحتجاج على النظام، حيث يسمع إطلاق نار غزير وأصوات انفجارات منذ ظهر أمس، كما ذكر الناشطون. وفي دير الزور (شرق)، ترددت أصداء الرصاص في بضعة شوارع تدفق إليها مئات المتظاهرين بعد صلاة الجمعة. من جهة أخرى، أطلقت قوات الأمن النار لتفريق تظاهرة كبيرة في معرة النعمان بمنطقة إدلب قرب الحدود التركية، فأصيب خمسة أشخاص بجروح. وتحدث مرصد حقوق الإنسان عن «انتشار كثيف لقوات الأمن ووصول تعزيزات» هاجمت مسجداً لجأ إليه المتظاهرون بعد خروجهم منه للمطالبة بسقوط النظام والتعبير عن دعمهم المجلس الوطني السوري، ابرز حركات المعارضة. وقال المرصد السوري إن مدنياً قتل في قرية خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور «على اثر مكمن نصبه له مع آخرين ضابط اتصل بهم وادعى انه يريد الانشقاق عن الجيش السوري». وأضاف المرصد أن الضابط «طلب منهم مساعدته في الهروب من سورية، وبمجرد وصولهم إلى المنطقة المتفق عليها اعتقل اثنان وقتل هو جراء إطلاق الرصاص عليه». وكان الناشطون الذين يطالبون بالديموقراطية دعوا على شبكة فايسبوك للتواصل الاجتماعي السوريين إلى التظاهر تحت شعار «المجلس الوطني يمثلني، أنا وأنت وكل السوريين». ويضم المجلس الوطني السوري الذي تأسس أواخر آب (أغسطس) في إسطنبول، معظم التيارات السياسية المعارضة للنظام، وخصوصاً لجان التنسيق المحلية والليبراليين وجماعة الإخوان المسلمين، المحظورة منذ فترة طويلة في سورية، وأحزاباً كردية وأشورية. وأفادت وكالة (سانا) بأن «مجموعات إرهابية مسلحة» أصابت امس ضابطاً وعنصرين في قوات حفظ النظام في مناطق مختلفة في البلاد. وقالت «سانا» إن ضابطاً وعنصرين من حفظ النظام أصيبوا في زملكا في ريف دمشق وحمص وسط البلاد على ايدي «مجموعات إرهابية مسلحة». ونقلت عن محافظ طرطوس الدكتور عاطف النداف نفيه ما قيل عن محاصرة جوامع في بانياس، غربي البلاد، من قبل قوات الأمن، قائلاً :»هذه الأخبار عارية عن الصحة تماماً والهدف منها إثارة الفوضى والانقسام داخل المجتمع، وإن المواطنين في بانياس وقراها أدوا صلاة الجمعة بشكل اعتيادي وتوجهوا بعدها إلى أشغالهم من دون أي إشكالات». كما نفت الوكالة ما رددته فضائيات عن محاصرة الجوامع في اللاذقية، مشيرة إلى أن «الناس يمارسون حياتهم الطبيعية وأعمالهم الاعتيادية». ونقلت «سانا» عن مفتي حماة الشيخ عبد الباسط سليمان نفيه ما تناقلته قناة فضائيات عن «قيام قوات الأمن بمنع المصلين من الوصول إلى المساجد لتأدية صلاة الجمعة، مؤكداً أن الصلاة تمت كما يحب الناس ولم يكن هناك تواجد أمني أصلاً بالقرب من المساجد في مدينة حماة». وقال سليمان إن «هذه الأخبار التي تبثها قنوات الفتنة والكذب تهدف لضرب الوحدة الوطنية والتأثير على مناخ الاستقرار الذي يعود إلى المحافظة وعموم سورية». وفي منطقة الزبداني في ريف دمشق، نقلت «سانا» عن «أصحاب الفعاليات التجارية والاقتصادية قولهم إن المدينة لم تشهد اليوم أي تجمعات عقب صلاة الجمعة وإن ما بثته قناة الجزيرة عن سقوط قتلى كاذب تماماً والمدينة هادئة والناس يمارسون نشاطاتهم الاعتيادية». إلى ذلك، أفادت الوكالة بأن وحدات الهندسة في محافظة دير الزور شرقي البلاد «فككت امس عبوتين ناسفتين تزن كل واحدة منهما حوالي 6 كيلوغرامات زرعتهما المجموعات الإرهابية المسلحة في أماكن مكتظة بالسكان إحداهما في موقف شواخ بدير الزور والأخرى في شارع المحكمة بمدينة البوكمال». وذكر مراسل «سانا» في المحافظة نقلاً عن مصدر مطلع أن «عبوة ثالثة انفجرت في حديقة النيل وسط المدينة وهي عبارة عن أسطوانة غاز مفخخة بالمتفجرات ولكن لم تحدث أي إصابات»، لافتاً إلى أن «الجهات المختصة في المحافظة حررت اليوم أحد عناصر قوى حفظ النظام الذي تم اختطافه من قبل مجموعة إرهابية مسلحة». وزادت :»من جهة أخرى تعرض رئيس بلدية العشارة في ريف المحافظة لمحاولة اختطاف واعتداء من قبل مجموعة مسلحة تستقل دراجة نارية لاذت بالفرار عندما تصدى لها بعض المواطنين تاركة الدراجة النارية»، مشيرة إلى أن عناصر وحدات الهندسة فككت في درعا عبوتين ناسفتين الأولى بوزن 20 كيلوغراماً والثانية 12 كيلوغراماًَ زرعتهما المجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق وجهت دعوات عبر الإنترنت للتجمع فيها الأسبوع الماضي».