تقدم رئيس الوزراء الاردني السابق، رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح أحمد عبيدات المسيرة الحاشدة التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني بعد صلاة الجمعة أمس باتجاه ساحة النخيل في رأس العين، في أول نزول للشارع من الجبهة التي تضم أحزاب المعارضة والنقابات تحت شعار «الإصلاح طريقنا الى اجتثاث الفساد». وهتف المشاركون الذين وصل عددهم الى أربعة آلاف شخص «الشعب يريد اصلاح النظام»، ورفعوا يافطات كتب عليها «الإعلام الحر ضرورة لمكافحة الفساد»، و«لا لحكومة تحمي الفساد»، في اشارة الى قانون هيئة مكافحة الفساد المثير للجدال الذي أقره مجلس النواب قبيل انتهاء دورته الاستثنائية. كما انتقدت الشعارات التدخل الأمني وغياب الديموقراطية. وشهدت المسيرة حضوراً امنياً كثيفاً اذ طوق رجال الأمن المسيرة وأقاموا حواجز بشرية على جانبي الطريق. وقال عبيدات في كلمة خاطب فيها المعتصمين: «نريد اصلاحاً يضمن نزاهة كل الانتخابات ويمنع اشكال العبث والتدخل والتزوير. نريد انتخابات حرة تأتي بمجالس نيابية تحترم ارادة الشعب الاردني وتضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وتدرك ان إسقاط المادة 23 من قانون هيئة مكافحة الفساد هو اجمل خدمة للوطن، وان تمرير المادة 23 هو طعنة للوطن». واضاف: «نريد اصلاحاً ينقل الدولة الاردنية من دولة اشخاص وشِلل يسخّرون القانون لخدمة مصالحهم واستمرار نفوذهم وحماية فسادهم. نريد دولة قانون ومؤسسات دولة لجميع مواطنيها. نريد اصلاحاً يقطع دابر الفساد ويغلق مدارسه ويسترد ما سلب من اراضي الخزينة ومواردها ويعيد للدولة هيبتها». وطالب بوضع القوات المسلحة والاجهزة الامنية في اطارها الوطني. ورفع المشاركون في المسيرة صوراً للزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر والثائر الأممي تشي جيفارا. واعترض العشرات من «الموالين» المسيرة هاتفين: «لا يسار ولا يمين، ملكنا أبو حسين»، فيما ردت المسيرة: «قولو ألله قولو ألله، شعب الأردن سيده ألله». وتميزت مسيرات الجمعة في الاردن بدخول قرى وبلدات جديدة حركة المسيرات الشعبية للمرة الاولى، اضافة الى تسيير جماعات من «الموالين» لمهاجمة المشاركين في المسيرات الاحتجاجية التي بدأت مطلع العام. ففي بلدة خرجا شمال الاردن، تدخل العشرات من رجال الدرك للحيلولة دون استمرار الاشتباكات بين موالين ومعارضين خرجوا في مسيرة تجري للمرة الاولى في البلدة الواقعة في لواء بني كنانة شمال غرب إربد. وشارك في المسيرة 200 شخص اعترضتهم مسيرة مضادة شارك فيها عدد مماثل تقريباً، اذ استخدم الموالون العصي والحجارة لمهاجمة المسيرة الإصلاحية، ومزقوا اليافطات واللافتات وأصابوا متظاهراً بحجر في رأسه. وللمرة الاولى كذلك، نظمت حركة شباب سحاب الاصلاحية مسيرة بعد صلاة الجمعة في سحاب جنوبي عمان احتجاجاً على امتناع الحكومة عن السير بعملية الإصلاح، وسنِّ مجلس النواب قوانين تحمي الفسادَ والمفسدين. وفي جرش، فاقت أعداد قوات الأمن والدرك المشاركين في مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من المسجد الحميدي باتجاه ساحة التجمع أمام بلدية جرش الكبرى. وهتف المعتصمون بشعارات تطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد واجتثاث البلطجية. في المقابل، هتفت مجموعة صغيرة ضد المسيرة الإصلاحية، لكن حالت قوات الأمن من حدوث اشتباكات بين الطرفين. ودخلت الشوبك جنوباً للمرة الاولى على خط الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح، اذ شهدت المدينة بعد صلاة الجمعة مسيرة تحت مسمى «جمعة اجتثاث الفساد والبلطجة» انطلقت من مسجد التقوى وصولاً إلى مبنى المتصرفية، وشارك فيها أكثر من 150 شخصاً. وفي الكرك جنوبا، شارك المئات في مسيرة خرجت من المسجد العمري بعد صلاة الجمعة هتفت ضد الفساد والبلطجية ورفعت لافتات تعلن تضامنها مع الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وندّد المشاركون بتصريحات وزير الداخلية مازن الساكت التي هدّد فيها الحراك الأردني بالمحاكمات رداً على شعاراته التي اعتبرها شتائم سياسية. وانطلقت مسيرة شارك فيها المئات في محافظة الطفيلة ندّدت بالحكومة ومجلس النواب وطالبت باجتثاث الفساد والبلطجية الذين ترعاهم الجهات الرسمية. كما نظم شباب الإصلاح والتغيير في مدينة معان مسيرة انطلقت من مسجد معان الكبير بعد صلاة الجمعة هتفت ضد الفساد والفاسدين وتوعدت البلطجية بمحاسبة شديدة. وتخللت المسيرة كلمات من ناشطين شددت على ضرورة الإصلاح بالطرق السلمية بعيداً من الفوضى والتخريب.