طهران، مدريد – «الحياة»، أ ف ب – حظّرت السلطات الإيرانية استيراد سلع أجنبية، تُنتج محلياً أيضاً، فيما اتهم الرئيس السابق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هاينونن طهران ب «خداع» الوكالة و «تضليلها»، معتبراً أن إيران على عتبة امتلاك قدرة صنع سلاح نووي. من جهة أخرى، أعلن حسين ابراهيمي نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسي الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان)، «ضبط شاحنة دخلت سراً الأراضي الإيرانية، وكانت تحمل أسلحة لإثارة بلبلة في البلاد» قبل الانتخابات الاشتراعية المقررة العام المقبل. وقال هاينونن إن البرنامج النووي الإيراني أصبح «أكثر تقدماً» مما لدى اكتشافه عام 2003، مضيفاً: «إيران أبلغتنا دوماً أن اهتمامها مقتصر على الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وكانت لديّ دوماً شكوك في هذا الشأن، الآن أكثر من أي وقت مضى». وفي حديث الى مجلة «در شبيغل» الألمانية، اعتبر هاينونن أن كمية اليورانيوم التي خصّبتها إيران بنسبة 20 في المئة، «تتجاوز كثيراً ما قد تحتاجه» لتشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية، مشيراً أيضاً الى إعلانها نيتها بناء 10 منشآت أخرى للتخصيب، و «تنفيذ خبراء إيرانيين تجارب بواسطة مصادر نيوترون وصواعق تفجير، ولا معنى لذلك سوى لتطبيقات عسكرية. كما حققوا تقدماً في مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة، بحيث سيملكون بحلول 2014، ما يكفي من البلوتونيوم لصنع قنبلة نووية». وأعرب عن «اقتناعه» بأن طهران «ستملك بحلول نهاية العام المقبل، القدرة على إنتاج يورانيوم يكفي لصنع سلاح ذري»، معتبراً أنها تسعى الى أن تكون «قوة نووية افتراضية». لكنه عارض شنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، إذ رأى أنه سيدفع القادة الإيرانيين الى «صنع أكثر عدد ممكن من القنابل الذرية»، خصوصاً أنه أعرب عن ثقته بوجود «منشآت سرية» يمكن استخدامها للتخصيب مجدداً، إذا دُمرت منشأة ناتانز. سُئل هاينونن عن تلاعب إيران بالمفتشين الدوليين، من خلال كشفها تباعاً عن منشآت جديدة، فأجاب: «قدمنا احتجاجاً رسمياً، لكنهم خدعونا وضللونا، واستغلوا الوقت في شكل مبدع لمواصلة» مساعيهم. وأضاف في إشارة الى المدير العام السابق للوكالة الذرية المصري محمد البرادعي: «رئيسي السابق وصديقي محمد البرادعي لم يفهم مطلقاً أن الوقت تأخر للتحرك، إذا انتهكت إيران كل الاتفاقات، وبات برنامجها للتسلّح (النووي) في مراحله النهائية». حظر استيراد سلع على صعيد آخر، أعلن حاكم المصرف المركزي الإيراني محمود بهمني أن الحكومة «حظّرت استيراد بضائع، تُنتج محلياً». وقال: «كان أفضل قرار اتخذته الحكومة، استجابة لأمر أصدره مرشد» الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الذي كان أشار قبل أيام الى «المنتجات المحلية الجيدة في بعض المجالات»، قائلاً: «على رئيس الجمهورية أن يأمر الأجهزة الحكومية بمنع شراء البضائع الأجنبية». أما الرئيس محمود أحمدي نجاد فشدد على أن «ما أمر به المرشد يشمل كل الشركات والمؤسسات الحكومية»، مضيفاً: «شراء السلع الإيرانية يُعتبر أفضل مساندة للإنتاج المحلي». في مدريد، شددت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيز على أن استضافة بلادها 4 سفن أميركية، في إطار درع صاروخية يسعى حلف شمال الأطلسي الى نشرها في أوروبا وتركيا، لمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية، «لا تستهدف أحداً». وقالت: «الدرع رادعة وليست هجومية، وتستهدف الدفاع عن أنفسنا. أبلغت إسبانياروسيا في شكل مباشر، قبل إعلان القرار، وكان رد الفعل تقليدي بالنسبة الى روسيا». يأتي ذلك بعدما نددت موسكو بهذه الخطوة، معتبرة أن واشنطن تمارس «سياسة الأمر الواقع».