اطلق جنود تشاديون من قوات الاتحاد الافريقي المنتشرة في جمهورية افريقيا الوسطى النار على متظاهرين رشقوهم بحجارة في بانغي أمس، ما ادى الى سقوط قتيل، وزاد ريبة السكان الذين يتهمونهم بالتواطؤ مع المتمردين السابقين في حركة"سيليكا"، وغالبيتهم من المسلمين. واحتشد آلاف من المتظاهرين، غالبيتهم من المسيحيين، عند مدخل مطار العاصمة للمطالبة برحيل الجنود التشاديين، مرددين هتافات"لا تشاديين في بانغي"، وكذلك رحيل الرئيس ميشال دجوتوديا زعيم متمردي"سيليكا"الذين سيطروا على السلطة في آذار مارس 2013، وأول رئيس مسلم للبلاد التي تدين غالبية سكانها بالمسيحية. ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها"نعم لعملية سانغاريس"التي ينفذها الجيش الفرنسي، و"لا للجيش التشادي"، فيما كتب على أخرى"نعم لفرنسا، لا لسيليكا"حركة التمرد المسلمة السابقة التي سيطرت على السلطة منذ آذار/ مارس 2013. وقال أحد المتظاهرين:"نطالب بحقوقنا لكنهم يقتلونا. لم نعد نحتمل التجاوزات الكثيرة التي تحصل. التشاديون إرهابيون". واستطردت شابة:"نرى ذلك منذ أشهر، إنهم يقتلوننا كالحيوانات. لا نريد جنوداً تشاديين في القوة الأفريقية". وتعتبر تشاد برئاسة إدريس ديبي إيتنو، حليفاً لفرنسا لا يمكن الالتفاف عليه في أفريقيا الوسطى ومنطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى. كما أنها قوة إقليمية تتمتع بوجود كبير في جمهورية الكونغو الديموقراطية. لكن كثيرين يتهمونها بدعم استيلاء"سيليكا"على الحكم في آذار الماضي. و"سيليكا"، التي جرى حلها رسمياً بعدما زرعت الرعب خلال أشهر في بانغي، تضم في صفوفها مرتزقة تشاديين وسودانيين مسؤولين بالدرجة الأولى عن التعديات على السكان. وكرد فعل على ذلك، تعرض رعايا تشاديون في الأسابيع الأخيرة لهجمات من ميليشيات الدفاع الذاتي المسيحية التي تطلق على نفسها اسم"أنتي بالاكا"ضد السواطير ومن السكان. وأول من امس، تظاهر مسلمون وأنصار ل"سيليكا"للتنديد ب"انحياز"الجنود الفرنسيين ال1600 في عملية"سانغاريس"، كما قتل الأخيرون ثلاثة من مقاتلي"سيليكا"في اشتباك. على صعيد آخر، حظر الاتحاد الأوروبي تصدير سلاح وإرسال مرتزقة إلى أفريقيا الوسطى، وذلك بعد إلزام مجلس الأمن كل الدول بمنع بيع أسلحة أو نقلها إضافة الى مواد تتعلق بها، أو إمدادها في شكل مباشر أو غير مباشر للدولة الأفريقية الغنية بالذهب والماس واليورانيوم، والتي يعيش فيها 4.6 مليون شخص. ويشمل الحظر الأوروبي المساعدات المالية والفنية، وبينها لأفراد مرتزقة، لكنه يستثني مواد تستخدمها القوات الفرنسية المنتشرة في أفريقيا الوسطى.