كنت أنوي أن أتحدث بإسهاب عن ديربي مدينة جدة السعودية بين قطبيها الإتحاد والأهلي ومارافقه من غرائب وتعليقات وتغريدات ومواقف صبت كلها في خانة التحكيم المحلي والصفارات التي يمكن أن تغير نتائج مباريات وتصرف البرازيلي" المحترف" برونو سيزار الذي جوبه هو الآخر برفض وإستنكار رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد وقال إن الإدارة ستعاقبه حتى ولو أستقتل الرجل لكي يلعب ولكن في النهاية الغاية لا تبرر الوسيلة .... وكنا نتوقع ثلاث مباريات إلى حد ما هادئة يوم السبت ... فلم نتوقع تعادل النصر مع العروبة وهو الذي يبحث عن لقب طال إنتظاره ولكن العروبة أثبت أنه كبير مع الكبار فحتى عندما خسر من الهلال بالثلاثة لم يكن لقمة سائغة ومن بعدها فاز على الإتحاد"حتى لو بخطأ تحكيمي"، ثم تعادل مع الأهلي ورغم خسارته الغريبة على أرضه أمام الفيصلي إلا أنه عاد بعدها وتعادل مع الفتح بطل الدوري والسوبر ثم تعادل مع النصر وحرمه من النقاط الكاملة والإبتعاد بالصدارة .. أما مباراة الإتفاق والشباب فرغم خسارة صاحب الأرض إلا أن فوز أي من الفريقين وارد ولكن مالم يكن في حسبان أحد ولا حتى أشد المتفائلين بالرائد أن يخرج ممثل بريدة فائزا على الهلال في أرض الأخير وبين جماهيره بعد مباراة مجنونة تعملق فيها حارس الرائد أحمد الكسار الذي كتبت عنه مغردا بُعيد المباراة بقليل قائلا:"الكسار كسر خاطر الهلاليين ولاعبيهم ومدربهم سامي الجابر وجبر خاطر إدارته ومدربه الجزائري وزملائه"، والأجمل أن الكسار نال ثناء وإطراء الكاسر ياسر القحطاني الذي عاد للملعب كبديل ليوسف السالم الذي لم نر منه أي شئ حتى الآن مع الهلال وهو صاحب الإمكانات الهائلة .. ولكن لا ياسر ولا الضغط الهلالي أثمر بل تكسر على عتبات الكسار و أخشاب مرماه التي تعبت من مساعدته في التصدي لسيل الهجمات الزرقاء التي لم تكن في يومها ولا في قمة تركيزها فكانت برأيي أغلى ثلاث نقاط للرائد وإدارته وتحديدا لمدربه الذي كان يتعرض لضغط هائل وقيل إنها المباراة الأخيرة له ولا أظن أن أحدا يفكر أو يجرؤ أن يفكر الآن بإقالته أو تفنيشه وأن الصبر زين يامن تفنشون المدربين من أول زلة أو هفوة او خسارة .... ويبقى السؤال الأكبر ... ما هي تبعات هذه الخسارة على مدرب الهلال سامي الجابر الذي كنا نعتقد أنه تجاوز مرحلة جس النبض الجماهيري بعد أربعة انتصارات منها واحد كبير على الإتحاد وآخريَن بالثلاثة على الإتفاق والفيصلي خارج الديار وتعادل يتيم مع الأهلي في مكة ولكن من يعتقد أن ذاكرة جماهير كرة القدم طويلة المدى مخطئ بكل تأكيد ... فالجماهير لا تعترف سوى بالنتائج ومن بعدها الأداء وجماهير الهلال وحدها من ستقرر ردة فعلها على سامي إن عاجلا أم ... آجلا ً.