توقعت مؤسسة"بوز آند كومباني"في تقرير صدر أمس، أن تصل قيمة الخدمات الرقمية في المنطقة العربية بحلول عام 2015، إلى 35 بليون دولار، ما من شأنه ان يخلق فرصة ثمينة لشركات الاتصالات التي تستطيع المنافسة في هذه السوق الناشئة سريعاً، بفضل شبكاتها الواسعة الانتشار وعلاقاتها الراسخة بالزبائن. ولاحظ الشريك في"بوز أند كومباني"بهجت الدرويش، التطور الذي يشهده القطاع في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، من خلال التوسع في إنشاء البنية التحتية للألياف البصرية التي تُمثل العمود الفقري الرئيس للرقمنة، لاسيما في البلدان الغنية بالموارد في مجلس التعاون الخليجي. كما لاحظ تنامي الطلب على كل المنتجات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نظراً إلى أن معظم سكانها من جيل الشباب، إضافةً إلى توافر الأجهزة والتطبيقات الذكية على مستوى أربع شرائح رئيسة في السوق، أهمها انضمام 36 ألف مشترك كل يوم إلى موقع"فايسبوك"في المنطقة، فضلاً عن نمو قياسي لمستهلكي الخدمات الرقمية الذين يسارعون إلى الحصول على مجموعة واسعة من الخدمات والمحتويات الرقمية، إضافة إلى تزايد اعتماد الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة على التقنيات والخدمات الرقمية لإدارة التحديات التشغيلية الأساسية، التي تتمثل في ضعف التدفق النقدي وعدم توافر قدرات داخلية في مجال تقنية المعلومات، كما تساهم الرقمنة في تطوير نماذج عمل الشركات الكبيرة في المنطقة. وأشار الدرويش إلى أن بعض الحكومات في المنطقة أطلق أخيراً مبادرات رقمنة واسعة النطاق للعمليات الحكومية، مع خدمات عبر الإنترنت إضافة إلى أخرى عامة، خصوصاً حكومات قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأكد التقرير أن شركات الاتصالات تسعى إلى فرص نمو مع الركود الذي تشهده عائدات خدمات الصوت والبيانات التقليدية، وتبدو الخدمات الرقمية هي الحل الواضح، نظراً إلى قرب طبيعة السوق الجديدة من خدمات الصوت والبيانات، إضافةً إلى مستويات الانتشار العالية لخدمة"البرودباند"المتنقل والثابت في المنطقة. وعن أهم التحديات التي تواجه القطاع، أفاد المدير الأول في الشركة جاد الحاج، بأن شركات الاتصالات في المنطقة تحتاج إلى تطوير مهارات التقنية ونماذج العمل للاستفادة من فرص الخدمات الرقمية ذات الصلة، ما يتطلب معرفة سلسلة تقديم خدمات الرقمنة، فمع دخول تلك الشركات إلى مجال الخدمات الرقمية ستواجه منافسة محتدمة من موردي الأجهزة والبرمجيات، ومقدمي خدمات تقنية المعلومات والإنترنت، وأخيراً فإنها تحتاج إلى دمج شركائها في العمل بطرق جديدة تختلف عن العلاقات التعاقدية القائمة. كما تحتاج شركات الاتصالات العاملة في المنطقة والتي تسعى إلى دخول السوق الرقمية، إلى استحداث عروض خدمات تميزها عن غيرها من الشركات. وأكد التقرير أن شركات الاتصالات التي اختارت تطوير مجموعة شاملة من الخدمات الرقمية تحتاج إلى بناء منصة شاملة وعامة من خلال التطوير الداخلي والشراكات، وعمليات الاستحواذ. فضلاً عن أن نموذج التشغيل المُعد بإحكام، ضروري أيضاً لضمان استيعاب الجهات المعنية، التوجه الاستراتيجي، والمهمات والاختصاصات، وواجهات تفاعل العمليات، وعملية نقل المسؤوليات.