أكد وزير خارجية إيران على أكبر صالحي أن الملف السوري هو الأهم في المنطقة. وقال إن الخروج من الأزمة يحتاج إلى"صبر ودقة وأن نكون متوازنين في مشاريع حل الأزمة". وشدد على ضرورة أن تلبي الحكومة السورية مطالب شعبها، ولكنه اعتبر أن الأمر يحتاج إلى حوار بين الحكومة والمعارضة، معرباً عن أمله في ان تبدأ المفاوضات قبل فوات الأوان في هذا البلد العريق حيث زادت الخسائر عن 05 بليون دولار حتى الآن. ودعا صالحي في مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو دول المنطقة إلى الاجتماع لبحث سبل التوصل إلى حل سوري-سوري يقطع الطريق أمام التدخل الأجنبي"الذي لا يريد لنا الخير ولكي يقرر الشعب السوري في نهاية المطاف ما يريد". وكان الوزيران يتحدثان عقب لقاء جمعهما مع الرئيس محمد مرسي، سلم صالحي خلاله رسالة من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى مرسي. وقال عمرو إن الرئيس المصري أعاد تأكيد الدعوة للرئيس أحمدي نجاد للمشاركة في القمة الإسلامية يومي 6 و7 شباط فبراير في القاهرة. وكان صالحي التقي المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي قبيل مغادرة الأخير القاهرة إلى جنيف وتم اللقاء وكذلك لقاء صالحي والعربي في مقر إقامة صالحي بأحد فنادق القاهرة وبعيداً من وسائل الإعلام. وتناول اللقاءان أجندة اجتماع جنيف اليوم بين الابراهيمي ونائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز. وصرح الابراهيمي في مطار القاهرة بأن اللقاء استكمال للمشاورات التي بدأت في دبلن بإيرلندا في السادس من الشهر الماضي وتواصلت في جنيف في التاسع من الشهر الماضي أيضاً مع بوغدانوف وبيرنز من أجل تفعيل اعلان جنيف في الثلاثين من حزيران يونيو الماضي. وقال صالحي إنه وجه الدعوة للوزير كامل عمرو لزيارة ايران"ونأمل أن نرى زيارات للمسؤولين المصريين لإيران". وحول تباين المواقف بين مصر وإيران بشان سورية، قال صالحي إن بلاده أكدت ان"المبادرة الرباعية المصرية مهمة وعلينا مواصلة العمل في إطارها ودول مثل اندونيسيا وباكستان وماليزيا ابدوا خلال قمة ال8 الإسلامية في إسلام أباد اهتماماً بالدخول في هذه المبادرة المصرية وأرى أنها من أفضل المبادرات لضم الدول المعنية بالتوصل إلى حل سلمي ويمنع التدخل الأجنبي ونحن مقتنعون أنه في إطار المبادرة الرباعية المصرية يمكن التوصل إلى حل". وأعرب عمرو عن اتفاقه مع نظيره الإيراني في هذه النقطة، مشيراً إلى أن مبادرة الرئيس مرسي ضمت الدول الأكثر فاعلية بالنسبة للشأن السوري في المنطقة ومصر طرف مقبول من الجميع لأن ليس لها أي مصلحة سوى مصلحة الشعب السوري. وقال الناطق بإسم الرئاسة ياسر علي، إن الرئيس مرسي تسلم رساله تتضمن تثمين الدور المصري في الأزمة السورية وتفعيل دور إيران في المبادرة الرباعية، موضحاً أن هناك جهوداً مشتركة لحل الوضع المتأزم في سورية. وسألته"الحياة"عن إمكان عودة العلاقات الطبيعية بين مصر وإيران، فأجاب أن عودة العلاقات طبيعية بين البلدين يحتاج إلى خطوات إيجابية من إيران تتعلق بموقفها من الأزمة السورية حتى يمكن أن يتقبل الشارع المصري مثل هذه الخطوة. والتقى صالحي قبيل مغادرته القاهرة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في مقر المشيخة، وأوضح في تصريحات بأن اللقاء تناول مواضيع مختلفة ركزت على الوحدة الإسلامية سواء كانت سنة أو شيعة.