تتسابق الجهود الدبلوماسية مع التصعيد العسكري في الأزمة السورية، إذ طالب المبعوث الأممي العربي الأخضر الابراهيمي ضمنيا بتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة داعيا الى تغيير حقيقي، قبيل لقائه مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز في جنيف غدا. ويلتقي بوغدانوف اليوم مع مساعد وزير الخارجية التركي سينيرلي أوغلو الذي وصل إلى موسكو أمس. وقال الابراهيمي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «الناس في سورية يطالبون بتغيير حقيقي وليس تجميليا وأن تكون لهم كلمة في طريقة حكمهم ومستقبلهم، واعتقد أن ما يرونه على وجه التحديد، هو أن استئثار عائلة بالحكم لمدة 40 عاما هي فترة طويلة جدا، ولذلك يجب أن يكون التغيير حقيقيا». واعتبر ان الخطاب الأخير لبشار الأسد «كان فرصة ضائعة لحل الأزمة وتكرارا للمبادرات السابقة التي لم تعمل، كما كان في الواقع أكثر طائفية وأحادي الجانب». وأضاف «قابلت الأسد في 24 ديسمبر الماضي وحدثني عن مبادرة ينوي اطلاقها للحل، وأبلغته بضرورة أن تكون مغايرة لما جرى في السابق من مبادرات لأنها لم تعمل». وشدد على أن المطلوب هو الاقرار بأن هناك مشكلة خطيرة بين السوريين تحتاج إلى معالجة جدية، معتبرا ان على الأسد ان يؤدي دورا قياديا في التجاوب مع تطلعات شعبه بدلا من مقاومتها. وفي هذه الأثناء أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن جولة جديدة من المشاورات بين بوغدانوف وبيرنز والابراهيمي في جنيف غدا، معتبرة أنه يجب مواصلة المفاوضات الدولية مع الأخذ في الاعتبار بعض الأفكار التي جاءت في خطاب الأسد الأخير. وفي القاهرة أوضحت مصادر دبلوماسية ل«عكاظ» أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يبحث في زيارته الثانية لمصر تداعيات الأزمة السورية مع الرئيس المصري محمد مرسي، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو. وكشف المصدر عن لقاء بين صالحي والابراهيمي للبحث عن حلول سياسية.