العلاقات الحسنة والمثمرة هي الأصل في العلاقات الدولية. لكن علاقاتنا بالدول العربية متأثرة بالعامل التاريخي، أي معاداة العرب ايران. وقد تصدر تصريحات ايرانية تستند إلى الخلافات التاريخية، لكن هذه التصريحات لم تحل دون دعم طهران أي اقتراح عربي يُقدم في المحافل الدولية ومنظماتها. ودرجت إيران على تأييد اي مرشح عربي تقترحه الدول العربية لرئاسة المنظمات الدولية، لكن الدول العربية لم تبادلها بالمثل. فعلى سبيل المثل، إذا اضطرت الدول العربية الى الاختيار بين مرشح آسيوي من ايران او من فيجي، انحازت الى فيجي. ويجمع الاسلام بين العرب والايرانيين، وثمة نقاط جامعة مشتركة بينهم. ونحن أشقاء، وعلينا ان نتعايش في هذه المنطقة. لكن ما يدعو الى الاسف هو الموقف العربي في الحرب العراقية ى الايرانية، فما خلا سورية، اصطف الزعماء العرب الى جانب العراق، ومنحوه نحو 60 بليون دولار، وقدموا له الدعم اللوجستي والسياسي. ووضعت الكويت جزيرتين تحت تصرف بغداد، ومثلها فعلت دولة أخرى خليجية، فسمحت للعراق باستخدام قواعدها العسكرية في الحملات الجوية على ايران. ولم تبدِ الجامعة العربية يوماً الاستعداد للبحث في قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها، بل اعتبرتها القضية قضية قومية غير قابلة للنقاش. وصارت القضية الفريدة من نوعها التي تصدر الجامعة قراراً يتناولها بالإجماع، ومثل هذا الاجماع على ادانة ايران لا مثيل له حتى في الموقف من إسرائيل. ويوم أُعلن تأميم النفط الايراني في 1953، رفع كل من العراقوالكويت معدلات الانتاج النفطي إثر فرض الشركات الغربية الحظر على النفط الايراني، على رغم ان النظام الداخلي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، يحظر على الدول الاعضاء التعويض عن نفط دولة أخرى، إذا حصل خلاف بين هذه الدولة والشركات الأجنبية. وتعاطفت الدول العربية مع قرارات المقاطعة الأحادية الجانب التي بادرت اليها الولاياتالمتحدة وأوروبا، وفرضت حظراً على النفط الإيراني. كما أبدت استعدادها لتأمين النفط للهند والصين لينجح مشروع مقاطعة النفط الإيراني. والموقف العربي السلبي من طهران سابق على عهد الجمهورية الإسلامية. لكن الخلاف لم يبرز الى العلن إلا بعد 1979. وربما تنظر الدول العربية بعين الرضا الى الظروف العسيرة التي تعيشها إيران اليوم. لذا، حري بمراكز القرار في السياسة الخارجية الايرانية أن تغلّب المصالح الأساسية والحياتية الإيرانية على غيرها من العوامل. * أستاذ جامعي، عن"ارمان"الإيرانية، 3/5/2012، إعداد م. ص. ص.