احيا آلاف من الأرمن في يريفان امس، الذكرى السابعة والتسعين للمجازر بحق الأرمن في ظل السلطنة العثمانية التي تعتبرها ارمينيا ابادة في حين ترفض تركيا الاعتراف بذلك. وتدفقت الحشود الى نصب تذكاري على قمة في العاصمة الأرمنية لوضع الزهور وإضاءة الشموع في ذكرى الضحايا. وقال الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان في بيان:"اليوم ننحني مثل كثيرين، الكثير من الناس الآخرين في العالم، امام ذكرى ضحايا الإبادة الأرمنية الأبرياء". وأضاف سركيسيان الذي كان في مقدم كبار المسؤولين الذين وضعوا اكاليل الزهور امام النصب:"هذا اليوم هو احدى تلك اللحظات التي تتجمع فيها الأمة بكاملها حول وحدة وطننا". ونقلت محطات التلفزيون الأرمنية احياء هذه الذكرى وسط موسيقى حزينة فيما قامت ببث صور وثائقية حول المجازر وإفادات شهود عيان من الناجين. ومساء الاثنين، شارك اكثر من ثمانية آلاف شخص يتقدمهم فرع الشباب من حزب"داشناكتسوتيون"القومي في مسيرة في وسط يريفان فيما قامت مجموعة من الناشطين بإحراق العلم التركي كما يجري كل سنة. وقال احدهم وهو طالب يدعى هاماياك سيروبيان ان"تحركنا هو احتجاج، صرخة غضب"داعياً الى ان يتقبل الأتراك"وحشية أجدادهم". وترفض تركيا بشدة الاعتراف بوقوع ابادة رغم انها تعترف بالمجازر. وقد اثار تبني النواب الفرنسيين قانوناً ينص على عقوبة السجن سنة ودفع غرامة بقيمة 45 الف يورو لكل من ينكر ابادة معترف بها امام القانون بما يشمل الإبادة الأرمنية، ازمة ديبلوماسية بين تركياوفرنسا. لكن المجلس الدستوري الفرنسي رفض هذا القانون معتبرا اياه مخالفاً"لحرية التعبير". ورد الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي آنذاك، بتكليف الحكومة صياغة نص جديد. وبعد التصويت على النص علقت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تعاونها السياسي والعسكري مع فرنسا واستدعت سفيرها موقتاً. كما هددت بخطوات انتقامية جديدة ضد فرنسا في الميادين الاقتصادية والثقافية. ويتم احياء ذكرى مجازر الأرمن كل سنة في 24 نيسان ابريل تاريخ اعتقال اكثر من 200 مثقف وقيادي من الأرمن في القسطنيطينية ما شكل بداية موجة المجازر والترحيل التي استمرت حتى العام 1917. ويقول الأرمن ان الإبادة أوقعت اكثر من 1,5 مليون قتيل خلال الحرب العالمية الأولى مع انهيار السلطنة العثمانية في حين لا تعترف تركيا سوى بمقتل ما بين 300 الف و500 الف شخص.