أكد ممثل المرجع الديني آية الله علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان"مشكلة السياسيين في العراق أنهم لا يستمعون الى المرجع السيد علي السيستاني، لذلك قاطعهم ولا يستقبل احداً منهم". واضاف أن"سماحة المرجع كثيراً ما أعطى السياسيين حلولاً لكنهم لم يطبقوها". وتابع الكربلائي خلال لقائه شخصيات دولية زارت كربلاء ان"للمرجعية العليا في النجف دوراً بارزاً في استتباب الأوضاع في العراق وإطفاء فتيل الاقتتال الطائفي". واضاف:"لكن ثمة مستجدات لم يكن للمرجعية العليا أي تدخل فيها كي تقلل من وقائع الأحداث الأخيرة، حيث إن دور المرجعية يتمثل في الإرشاد والتوجيه والنصح في الأمور التي تصب في المصلحة العامة تاركة التفاصيل والجزئيات للكتل السياسية الرئيسة في البلاد". واوضح أن"العنف في العراق ليس كالطائفية، لأنه يمثل إرادة جماعات إرهابية بقتل أبناء العراق للوصول الى أهداف سياسية، وهو على خلاف الحرب الطائفية التي استطاع السيستاني إخمادها وعدم الانجرار إليها". واشار الى أن"المرجع الديني، خلال السنوات المنصرمة، كان يستقبل السنّة والمسيحيين والايزيديين وأبناء الصابئة وجميع الفئات الأخرى في العراق ولجميعهم كانت وصيته: تعاملوا مع الجميع من دون استثناء على أنهم مواطنون عراقيون بنظرة متساوية، وكان كثير الوصايا خصوصا لأبناء الطائفة الشيعيه أن يحافظوا على مصالح السنّة وحقوقهم، رغم الاعتداء على مساجد وحسينيات أبناء المذهب". وزاد أن"السيستاني اعطى منهجاً حكيماً للعراق لكن ما يؤسف له أن السياسيين لا يطبقون ما يدعو إليه، من المحافظة على النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب العراقي لذلك قاطع سماحته السياسيين فلا يستقبل احداً". واوضح أن"الدولة في العراق ليست شيعية وإنما الشيعة جزء من الحكومة العراقية والتمثيل في الحكومة والسلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية لجميع مكونات المجتمع العراقي"، وأكد أن"شيعة العراق مستقلون ولا علاقة لهم بإيران"،. وبيّن الكربلائي أن"أبناء الطائفة الشيعية لن يسعوا للانتقام من أية جهة كانت وبعد ما لاقاه الشيعة من ظلم وقتل وسجن وتعذيب والمقابر الجماعية شاهدة على ما شهده أبناؤنا من حيف، وعلى رغم أن الفرصة سنحت للشيعة بالانتقام من البعثيين، لكن الذي منعهم أن السيد علي السيستاني أصدر فتوى بمنع قتل البعثيين وعدم التعرض لهم وطالب باللجوء الى المحاكم والقانون".