أكدت الحكومة السودانية أنها أجلت عصر أمس آخر جندي من الجيش الجنوبي من منطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان، مشيرة الى أن انتاج النفط وضخه مستمران ولم يتأثرا بالأحداث. وأعلنت تعليق زيارة الرئيس عمر البشيرلجوبا عاصمة الجنوب، والمحادثات الامنية بين الدولتين المقررة السبت المقبل في أديس ابابا الى حين تهيئة ظروف مناسبة. راجع ص 5 جاء ذلك بعد اتهام مسؤول في جنوب السودان لجيش الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسية في ولاية الوحدة في جنوب السودان لليوم الثاني على التوالي. وروى المدير العام لجهاز الامن والاستخبارات السوداني الفريق محمد عطا في مؤتمر صحافي أمس أن قوة من جيش الجنوب دخلت صباح الأثنين الى منطقة محطة الكهرباء بعمق 3 كلم داخل ولاية جنوب كردفان، التي توجد بها مفاتيح تحكم بالنفط. وعندما انسحبت قوة من الجيش السوداني الى مدينة هجليج توغلت القوات الجنوبية اكثر من عشر كيلومترات في عمق الاراضي السودانية من ثلاثة محاور حتى منطقة الشهيد الفاضل، ما دفع الجيش السوداني الى اجلائهم بالقوة عصر امس. وكشف أن القوات السودانية أسرت جنوداً من الجيش الجنوبي وعناصر من"حركة العدل والمساواة"المتمردة في دارفور الذين شاركوا في الهجوم، مؤكدا ان الجيش السوداني"بسط سيطرته بصورة كاملة على منطقة هجليج ولم يعد هناك جندي جنوبي واحد في المنطقة". ونفي عطا في شدة أن يكون لدى حكومته نيات لتوسيع العمليات العسكرية او مهاجمة الاراضي الجنوبية، متهما دولة الجنوب بمحاولة استدرار العطف الدولي باتهام الجيش السوداني بقصف حقول النفط في الجنوب. وتحدث عطا عن اتصالات بدأها مسؤولون في السودان مع مسؤولين في الجنوب لاحتواء الاوضاع ولكنها"لم تتجاوز مرحلة التوضيحات حتى الآن". ورأى"ان ما حدث لم يكن مفاجئا او طارئا وانما مدبرا ومخططا من حكومة الجنوب التي ترى ان منطقة هجليج تابعة الى اراضيها على رغم انها ليست من المناطق المتنازع عليها في ترسيم الحدود بين الدولتين". وطالب بمعالجة الملف الأمني قبل طرح الملفات الاخرى على الطاولة للتفاوض، معتبرا ان ذلك"مفتاح لتسوية الملفات المتبقية". واتهم عطا حكومة الجنوب باستضافة ودعم تحالف"الجبهة الثورية السودانية"المؤلفة من متمردي دارفور و"الحركة الشعبية - الشمال"لاطاحة نظام الحكم في الخرطوم. وكان رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت أقر بدخول قواته منطقة هجليج، فيما صرح جدعون غاتبان وزير الإعلام في ولاية الوحدة في جنوب السودان المحاذية للحدود مع شمال السودان بأن مقاتلات تابعة للجيش السوداني قصفت الثلثاء ولليوم الثاني على التوالي حقولاً نفطية في الولاية، وذلك غداة معارك برية بين قوات الخرطوم وجوبا. وقرر البشير تشكيل لجنة عليا للتعبئة والاستنفار برئاسة نائبه الأول علي عثمان طه ووزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين، وأمر اللجنة بوضع الترتيبات اللازمة لنفرة"الردع الكبرى وتهيئة المعسكرات لإعداد المجاهدين".