قتل استاذ دين يهودي يدعى جوناثان ساندلر واثنان من أولاده وطفل ثالث، لدى اطلاق مسلح ركب زلاجة سكوتر الرصاص عليهم امام معهد"اوزار هاتورا"اليهودي في شارع دالو بمدينة تولوز جنوب غربي فرنسا، قبل ان يلوذ بالفرار. وأعقب ذلك اعلان وزارة الداخلية تشديد إجراءات الأمن حول كل المراكز الدينية في البلاد، خصوصاً المدارس اليهودية، كما امرت وزارة الداخلية البلجيكية بإيلاء"انتباه خاص"للمصالح اليهودية في البلاد بعد الحادث. واعتُبر هذا الاعتداء، الذي خلف جريحاً ايضاً في حال الخطر، الاولَ من نوعه ضد يهود في فرنسا منذ سقوط ستة قتلى في باريس عام 1982 في اطلاق نار على مطعم في الحي اليهودي بالعاصمة باريس. لكن محققين ربطوا بين هذه الجريمة وأخريين ارتكبهما رجل تنقل على متن دراجة نارية بعد استهداف عسكريين في تولوز ومونتوبان المجاورة الأحد والخميس الماضيين، ما أسفر عن سقوط ثلاثة جنود من اصل مغاربي وإصابة رابع بجروح خطرة. وبرروا الأمر بأن مطلق النار في تولوز استخدم سلاحين، أحدهما من عيار 11.43 هو ذاته الذي استخدم في الهجوم على المظليين. وكان المحققون يخشون منذ الخميس الماضي، ان ينفذ القناص المجهول، الذي يتحرك على دراجة نارية ولا يتردد في إطلاق النار في وضح النهار في أماكن مكتظة، هجوماً جديداً. "أوجه شبه" ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاعتداء بأنه"مأساة مروعة تمس الجمهورية"، وأشار على غرار وزير الداخلية كلود غيان، الى وجود"أوجه شبه"بين الاعتداءات الثلاثة. وأبدت الجالية اليهودية في فرنسا، الأكبر في أوروبا باعتبارها تضم بين 500 الى 700 ألف شخص، صدمتها للاعتداء، وقال شارل بن سيمون والد أحد التلاميذ:"ما هذا؟ إنها معاداة ساميّة عنيفة وشنيعة، لأنهم يطلقون النار على اطفال". وزاد:"اي تفسير يمكن إعطاؤه لهذا العمل؟ نشهد معاداة للسامية اكثر وحشية واكثر دناءة في ظل تزايد الغضب والحقد". وصرح باتريك رويمي، أحد مسؤولي أهالي الطلاب:"نشهد أحياناً ازدراء لإسرائيل، لكنني أقرّ بأن لا تفسير واضحاً للاعتداء، بينما يبدو جلياً أننا أصبحنا هدفاً سياسياً. وحين يطلق 250 صاروخاً على إسرائيل، لا نتحدث الا عن الضحايا الفلسطينيين من دون التطرق الى الاشخاص الذين يتعرضون لقصف يومي". واستبعد ربط الاعتداء باليمين المتطرف،"لأننا لم نبلغ هذه المرحلة في فرنسا"، مضيفاً:"هناك تعليمديني، لكن الأساتذة ليسوا جميعاً من اليهود". ردود وفي تل ابيب، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية ايغال بالمور:"إننا مصدومون من هذا الهجوم، ونثق في أن السلطات الفرنسية ستحقق بفاعلية في هذه الفاجعة وتحيل مرتكبيها على القضاء". وأضاف:"نتابع ما يجري بتأثر"، علماً أن أحد المقربين من المدرس الضحية ساندلر، أوضح أنه يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية ويتحدر من القدس، وكان غادر إسرائيل في ايلول سبتمبر الماضي في مهمة لتدريس مواد يهودية لمدة سنتين في تولوز". ودان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الحادث"الدنيء"، وقال خلال اجتماع عقده حزبه"الليكود":"لا يزال الوقت مبكراً جداً لتحديد سبب هذا التصرف، ولكننا بالتأكيد لا نستطيع استبعاد خيار ان الدافع كان معاداة السامية العنيفة والقاتلة". واعتبرت السلطة الفلسطينية الاعتداء"عملاً ارهابياً"، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات:"ندين بشدة كل اعمال الارهاب وخصوصاً حادث اليوم الارهابي في تولوز الذي راح ضحيته اطفال يهود". وأضاف انه"عمل ارهابي بكل المقاييس ونحن على الدوام ضد الارهاب الذي يستهدف المدنيين الابرياء". وأيضاً، دان السفير الأميركي في باريس، تشارلز ريفكين، الهجوم"المروع"، وعملية قتل الجنود الفرنسيين التي حصلت الاسبوع الماضي في مونتوبان. وأبدى الفاتيكان"استنكاره الشديد"، وقال الناطق باسمه الأب فديريكو لومباردي إن"اعتداء تولوز على مدرس وثلاثة اطفال يهود عمل مريع ودنيء يضاف الى اعمال عنف عبثية اخرى جرحت فرنسا، خصوصاً انه استهدف اطفالاً في سن البراءة واستهدف مؤسسة تعليمية يهودية مسالمة".