شلّ قتل مسلح مجهول، بدأ يُعرف ب»سفاح الدراجة النارية»، اربعة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال امام معهد «أوزار هاتورا» اليهودي في تولوز جنوب غربي فرنسا أمس، حملة الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد، وحتّم تعليق المرشحين برامجهم وتنديدهم ب «المأساة الوطنية»، وسط موجة رعب في فرنسا. وفيما اعلنت وزارة الداخلية تشديد اجراءات الأمن في محيط المؤسسات الدينية خصوصاً المدارس اليهودية، كشفت شرطة باريس تلقي كنيسين في العاصمة رسالتي تهديد بمضمون واحد يفيد بأن «الجحيم في انتظار اليهود». وحرص الرئيس نيكولا ساركوزي على تفقد موقع الحادث في تولوز ومواساة ذوي الضحايا، ورافقه وزير الداخلية كلود غيان ووزير التعليم لوك شاتيل و جيرار براسكييه رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية. وحذا حذوه فرانسوا هولاند منافسه الأشتراكي على الرئاسة الذي الغى كل ارتباطات حملته الانتخابية. وفور وصوله الى تولوز، صرح ساركوزي بأن ما حصل في المدينة «مأساة وطنية»، معتبراً ان الأطفال الذين قتلوا «اولادنا، ومَن قتلهم لا يمكن ان يبقى بلا عقاب». وزاد ان مدارس فرنسا ستلتزم دقيقة صمت اليوم حداداً على القتلى، مؤكداً وقوف الشعب الفرنسي الى جانب الجالية اليهودية التي دعاها الى عدم «الإستسلام للرعب». ونبّه الى تشابه اسلوب الاعتداء مع قتل الجنود في مونتوبان. ويرجح محققون ارتكاب «سفاح» واحد الاعتداء على المعهد وقتله ثلاثة مظليين من اصل مغاربي في المنطقة ذاتها في 11 و15 الشهر الجاري. ويعزز ذلك الترجيح استخدام سلاح واحد في تنفيذ الهجمات الثلاثة. وكان لافتاً، انفراد هولاند بوصف الحادث بأنه «عمل مقيت معادٍ للسامية وواضح المعالم». اما مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن فقالت: «في لحظة مماثلة تغيب السياسة والحملة الانتخابية واليمين واليسار». ومع توالي تنديد ممثلي الطوائف الفرنسية غير اليهودية بالاعتداء، ابدى رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة محمد موسوي شعوره ب «هول» حيال العمل الأجرامي الذي لا يوصف»، مؤكداً تضامن مسلمي فرنسا مع ابناء الجالية اليهودية. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو دان الحادث «الدنيء»، وقال خلال اجتماع لحزب «الليكود»: «لا يزال الوقت مبكراً لتحديد الدوافع، لكننا لا نستطيع استبعاد ارتباطه بمعاداة السامية العنيفة والقاتلة». ويعتبر حادث تولوز الأخطر الذي يستهدف الجالية اليهودية في فرنسا منذ اطلاق النار على مطعم «غولدنبرغ» في باريس في آب (اغسطس) 1982، حين سقط 6 قتلى و22 جريحاً. وقد يجعل الاعتداء الوضع الأمني احد الملفات الساخنة في حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان (ابريل) المقبل، بعدما طغت عليها مواضيع الأزمة الاقتصادية و البطالة والأوضاع المعيشية، علماً ان اعتداء مراهقين على رجل مسن في مدينة اورليان في ظل حملة الانتخابات الرئاسية عام 2002 أقصى المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان من الجولة الأولى للسباق آنذاك.