فتح رجل مسلح النار أمام مدرسة يهودية في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا، يوم الاثنين، فسقط 4 قتلى بينهم ثلاثة أطفال، اضافة لمصابين في حالة خطرة، بحسب السلطات الفرنسية. وجاء الاعتداء بعد مقتل ثلاثة جنود فرنسيين من أصل عربي في واقعتي اطلاق نيران منفصلتين الاسبوع الماضي في نفس المنطقة. وقال مدعون في باريس في بيان انهم بدأوا تحقيقا في الهجمات الثلاث في اطار مكافحة الارهاب. وجميع ضحايا الهجمات هم من الاقليات العرقية، فضحايا حادث المدرسة هم من اليهود، والجنود الثلاثة هم من اصل مغاربي. اما الجندي الرابع الذي نجا من الهجوم ولا يزال في غيبوبة، فهو من اصل كاريبي. وقطعت كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية برامجها المعتادة لمتابعة تفاصيل الاعتداء الذي «استهجنه» مسؤولون اسرائيليون كانوا أيدوا ضمنا وتصريحا قتل الأطفال الفلسطينيين «للدفاع عن أمن اسرائيل». وبحسب مصادر دبلوماسية اسرائيلية في فرنسا فإن القتلى الاربعة يحملون الجنسيتين الاسرائيلية والفرنسية. واعلنت اذاعة اسرائيل ان عائلات الضحايا قررت دفنهم في أرض فلسطينالمحتلة. وأعلن مدعي الجمهورية الفرنسية في تولوز أن استاذا للديانة اليهودية (30 عاما) وولديه (3 و6 سنوات) وطفلا ثالثا في العاشرة قتلوا برصاص مسلح على متن دراجة نارية لاذ بالفرار بعد الهجوم. وألغى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برامجه واتجه الى تولوز يرافقه وزير التعليم لوك شاتيل ورئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ريشار براسكييه. ووصف الرئيس الفرنسي الهجوم بانه «مأساة وطنية». وأعلن عقب اجتماع المجلس الأمني في الأليزيه تفعيل «خطة فيجيبيرات المضادة للإرهاب». وحسب هذه الخطة فستفرض حراسة أمنية مشددة على جميع المنشآت اليهودية والإسلامية. وجميع ضحايا الهجمات الثلاث في تولوز هم من الاقليات العرقية (اسرائيليين وعرب ولاتينيين)ورأى ساركوزي أن الذي ارتكب الاعتداءين اللذين استهدفا جنودا بالجيش الفرنسي هو نفسه الذي ارتكب الاعتداء على تلاميذ المدرسة اليهودية. وقال : «في كل مرة يظهر فيها هذا الرجل فإنه يظهر ليقتل، إنه لا يترك فرصة لضحاياه». وقال إن هذا الرجل خطير ولابد من الإمساك به في أسرع وقت ممكن. وترجح الشهادات وفرضيات المحققين ان تكون هذه ثالث جريمة يرتكبها رجل يتنقل على متن دراجة نارية وذلك بعد استهداف عسكريين في تولوز ومونتوبان المجاورة، اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، هم ثلاثة جنود من اصل مغاربي واصابة رابع بجروح خطيرة. واستخدم مطلق النار في تولوز سلاحين، احدهما من نفس عيار (11,43) السلاح المستخدم في الهجوم ضد العسكريين المظليين بحسب مصادر من الشرطة. وأعلنت وزارة الداخلية أن اجراءات الامن شددت على كل المدارس اليهودية في فرنسا. ويحاول نحو 50 محققا كشف ملابسات واقعة قتل جنديين يوم الخميس الماضي في بلدة مونتوبان بالقرب من تولوز وقتل جندي ثالث في مطلع الاسبوع الماضي في تولوز أيضا. وقالت الشرطة الفرنسية يوم الجمعة الماضي ان نفس السلاح استخدم في الهجومين. وأعربت اسرائيل عن شعورها «بالذهول» ووصفت الهجوم بأنه «جريمة دنيئة» بحسب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال اجتماع حزبه الليكود. وبحسب المصادر الفرنسية فإن من نفذ الهجمات الثلاث شخص يركب دراجة قوية داكنة اللون باستخدام سلاح من عيار 11,43 ملم، وصفه شهود عيان بانه يطلق النار على ضحاياه من مسافة قريبة باعصاب باردة. وفي موتوبان وصف شهود عيان كيف ان القاتل قام بتحريك جريح حاول الزحف بعيدا واطلق عليه ثلاث رصاصات اخرى قبل ان يعود الى دراجته ويفر من المكان. وكان الضحية الاول، وهو ضابط عمره 30 عاما، يرتدي ملابس مدنية عندما قتله مسلح في احد شوارع تولوز قبل ثمانية ايام. اما في هجوم الأمس فقد اطلق راكب الدراجة النار امام المدرسة اليهودية بسلاح من عيار 9 ملم. وبعد ذلك اخرج سلاحا ثانيا هو مسدس من عيار 11,43 ملم يشبه الذي استخدم في الهجمات السابقة وطارد الاطفال الى داخل المدرسة وواصل اطلاق النار.