اختارت أسرة ستيف جوبز، المؤسس والمدير التنفيذي السابق لشركة «آبل» ورئيس مجلس إدارتها، أن تنظم مراسم دفن بسيطة، وعزاء مختصر، غير أن مراسم عزاء أخرى اجتاحت العالم الافتراضي على الإنترنت ووصلت لكل بيت، بل إن فريقًا من عشاق جوبز اختار يوم 14 أكتوبر، وهو اليوم الذي أطلق فيه «آي فون 4 إس»، ليكون ذكرى سنوية أطلقوا عليها «يوم ستيف جوبز»، وسط ترحيب من مختلف أصقاع العام. وفي حال اعتماد ذلك اليوم كذكرى عالمية كالأيام العالمية المعروفة حاليًّا، ومنها يوم العمال ويوم الاب ويوم الأممالمتحدة، فإن ذكرى جوبز، ذي الأصول السورية، سيخلد على مر التاريخ نظيرًا لما قدمه للعالم في مجال التكنلوجيا. وتوفي ستيف جوبز الذي كان يعيش في قلب «سيليكون فالي» جنوب سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأربعاء الماضي عن عمر لم يتجاوز 56 عامًا بعد إصابته بسرطان البنكرياس منذ العام 2004، فيما يتسابق منتجون في هوليوود اليوم لتسليط الضوء على حياته الشخصية، مع التركيز على محطات مأساوية في تلك المسيرة، والتي بدأت وهو ما يزال جنينًا في بطن أمه. وكان والد ستيف، ويدعى عبدالفتاح جندلي، قد هاجر من سوريا الى الولاياتالمتحدة للدراسة، ودخل في علاقة بينما كان في وسكنسن مع زميله سويسرية، غير ان والد الفتاة رفض تلك العلاقة، فتركها جندلي وترك ابنه «ستيف» الذي كان ما يزال في أحشائها، وبعد الولادة مباشرة عرضته أمه للتبني، وتبناه زميلان لها هما بول وكارلا جوبز، ولذلك فإنه من المعروف أن ستيف لم يلتق والده ولو للحظة في حياته. وبحسب تقرير مفصل عن حياته نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية أمس الأحد، فقد قال جندلي أنهما كانا قد تبادلا بطاقات التهاني خاصة في اعياد الميلاد، غير أنهما لم يجرآ على الاقتراب من بعض، مضيفًا: لو كان يريد لقائي، فإنه كان سيعرف أين سيجدني. وبدأت قصة العشق بين ستيف والتكنلوجيا بعد ان غادر والداه بالتبني الى سان فرانسيسكو، وعمل والده بالتبني كميكانيكيا، وكذلك جار له يعمل في شركة «هوليت باكرد» او ما يعرف عالميا ب«HP». وكانت أولى ابتكاراته وهو في المرحلة الثانوية عبارة عن شريحة إلكترونية، ونظرًا لولعه بهذا المجال أتيحت له الفرصة من أجل التدرب في «HP» وهناك تعرف على المهندس الإلكتروني ستيفين وزنياك، واللذان سوف يحققا معًا خطوات هامة في عالم التكنولوجيا. وفي أواخر السبعينيات، قام جوبز مع شريكين هما ستيفن وزنياك ومايك ماركيولا، بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصي التجارية الناجحة، والتي تُعرف باسم «سلسة أبل « II، وفي أوائل الثمانينيات كان جوبز من أوائل من أدركوا الإمكانيات التجارية لفأرة الحاسوب وواجهة المستخدم الرسومية الأمر الذي أدى إلى قيام أبل بصناعة حواسيب ماكنتوش. بعد خسارة صراع على القيادة مع مجلس الإدارة في 1985، استقال جوبز من آبل وقام بتأسيس «نكست» وهي شركة تعمل على تطوير منصات الحواسيب في التعليم العالي والأسواق التجارية، وقامت آبل بالاستحواذ على نكست في عام 1996 وعاد جوبز إلى آبل وأصبح المدير التنفيذي في 1997. وبعد عودة جوبز الى «آبل» واصل سعيه وبحثه عن الجديد في التكنولوجيا، ومن الابتكارات التي يرجع له الفضل فيها جهاز «آي بود» و «آي فون» و «آي باد»، وهي أجهزة انتشرت على مستوى العالم، وجعلت من وفاة «جوبز» حدثًا تاريخيًّا دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لينعيه بقوله: كان من بين أعظم المخترعين الأمريكيين، كان شخصية رائدة له من الشجاعة ما يكفيه ليفكر بشكل مختلف، ومن الجرأة ما يكفيه ليعتقد أن بإمكانه تغيير العالم، ومن الكفاءة ما يجعله قادرًا على القيام بذلك.