انتُخب وزير التعليم البرازيلي السابق فرناندو حداد، اللبناني الأصل، رئيساً لبلدية ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبلاد وأضخم مدينة في أميركا اللاتينية، متفوقاً على مرشح المعارضة الذي كان خسر في انتخابات الرئاسة. وأعلنت المحكمة العليا الانتخابية فوز حداد، مرشح حزب العمال اليساري الحاكم، بنسبة 56 في المئة من الأصوات، في مقابل 44 لخصمه جوزيه سيرا، وهو المحافظ السابق للمدينة التي تُعتبر معقلاً للمعارضة، ومرشح الحزب الديموقراطي الاشتراكي المعارض. وكان سيرا خسر في انتخابات الرئاسة أمام الرئيسة ديلما روسيف عام 2010 وسلفها إيناسيو لويس لولا دا سيلفا عام 2002. وساو باولو أضخم مدينة في البرازيل ويقطنها 11 مليون شخص وتُعدّ موازنتها التي تبلغ 21 بليون دولار، ثالث أضخم موازنة في البرازيل، وزراء الحكومة الاتحادية وحكومة ولاية ساو باولو. وتمثّل ساو باولو نحو 12 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للبرازيل. حداد الذي تولى حقيبة التعليم، بين 2005 و2012، خلال ولايتي لولا وروسيف، بدأ السباق الانتخابي قبل شهور، مسجلاً نسبة 2 في المئة فقط من نيات التصويت. لكنه فاز في الاقتراع، بعد نيله مساندة قوية من لولا وروسيف. وتعهد حداد بعد فوزه كسر"جدار العار بين المدينة الغنية وتلك الفقيرة"، وتحقيق تقدّم في التعليم وتعزيز قطاع المواصلات العامة. ويواجه مرشحو حزب العمال صعوبة تقليدياً في ساو باولو، وتشير استطلاعات رأي الى ان فوز حداد متصل برغبة الناخبين في إحداث تغيير، وسط سخط واسع في شأن قطاع المواصلات والأمن والبنية التحتية المتدهورة في المدينة، أكثر من علاقته بانتمائه الحزبي. وشكّل فوزه نجاحاً مهماً للحزب الحاكم، بعد تبعات قضية فساد دين فيها مقربون من لولا، لشرائهم أصوات نواب في البرلمان بين 2003 و2005.