تنقّل المصور الفوتوغرافي أحمد هيمن بعدسته بين المحافظات المصرية في محاولة لرصد لقطات إنسانية للحياة اليومية، موظفاً موهبته في مساعدة الآخرين عبر مشروعه الخيري"مستقبل بالألوان"لتخفيف معاناة الفقراء، بدءاً من أزمة المياه التي لا تصل إلى بيوتهم وصولاً إلى الصوماليين الذين يعانون مجاعة ضارية. وعلى رغم أن المشروع، منذ الإعلان عنه، ظل في إطار محلي، يخدم المناطق المهمشة داخل مصر، فإن الكارثة الإنسانية في الصومال دفعت هيمن إلى التحول به في اتجاه عالمي ليساهم في تخفيف حدّة الأزمة الصومالية التي أودت بآلاف الأطفال وما زالت تهدّد حياة الملايين. إذ يعتمد المشروع على المزج بين موهبة هيمن والعمل الخيري الاجتماعي، من خلال تنظيم جلسات تصوير"بورتريهات"للراغبين في التبرع لمصلحة القضايا التي يتبناها المشروع، ما يشكّل التمويل الرئيس له، فضلاً عن تنظيم ورش عمل لتعليم التصوير نظير مقابل مادي بسيط. وكلما جمع هيمن مبلغاً مالياً من تلك الجلسات، توجه به إلى إحدى المناطق النائية لإيصال المياه إلى الأسر المحرومة. يشير هيمن إلى أنه بدأ هذه التجربة قبل سنة تقريباً، بهدف مساعدة الأسر الفقيرة وتوفير المياه النظيفة لها لإيمانه بأهمية هذا الحق في تحسين معيشتهم، سواء في النظافة أو الإنتاج. وكانت الشرارة الأولى للمشروع في منطقة العياط، جنوبالقاهرة، حيث تعرف إلى سيدة وسألها عن أمنياتها، فأجابته بأنها لا تحلم سوى بوصول المياه إلى منزلها المتواضع، فقرر مدّ يد العون لها. ويضيف أنه شارك، مع مجموعة من أصدقائه، في جمع التبرعات، حتى نجحوا في إيصال المياه إلى منزل السيدة العجوز، وما لبثوا أن اكتشفوا أنها مشكلة عامة في تلك المنطقة ولا تخص هذه السيدة وحدها. هكذا، قرروا تحويل الفكرة إلى مشروع فني - اجتماعي. وشهدت الأسابيع القليلة الماضية إطلاق هيمن حملة جديدة، بالتعاون مع مكتبة"ألف بوك ستورز"التي نظمت جلسات تصوير فوتوغرافي يعود ريعها إلى الشعب الصومالي، بإشراف لجنة الإغاثة والطوارئ في اتحاد الأطباء العرب.