من مهام المجتمع المدني في بلادنا وغيرها ان يُسارع بالعطاء عند حلول فصل الشتاء أو مواسم الأمطار الغزيرة بالتبرع بما زاد عن الحاجة لإخوانه فقراء البلد. وتلك ممارسة قديمة مُتبعة، ولا جدوى من خزن مواد مفيدة للغير ولا تحتاجها أنت. وبعد تشابك أغراض الجمع والتبرع وتقاطعها مع محاذير أمنية، أرى الجهود قلت، أو لأقل إنها ليست كسابق عهدها. أو أن الناس يستصعبون البحث عن المحتاج، ويستصعب المحتاجون الحضور للاستلام. والإيداع لدى جمعيات البر لا يتيسّر بسهولة من حيث الاستقبال وساعات الدوام. مساعدة المعوزين على مواجهة قساوة البرد والعزلة في المناطق التي تعاني البعد وذلك من أجل حث المجتمع المدني على تنظيم قوافل خيرية إلى المناطق المعزولة بالقرى النائية والمهمشة المنتشرة في المناطق الجبلية والنائية وتتضمن الحملة تجميع الملابس والأغطية الجديدة أو التي لا زالت في حالة جيدة، وتوزيعها في ظل جمعيات المجتمع المدني على الفئات المحرومة، باحترام القوانين المنظمة لذلك. ولا نكاد نختلف على وجود المعاناة المتزايدة التي تعانيها العديد من الأسر الفقيرة، واتساع الهوة بين مجموعة من المناطق الجغرافية مناطق بلادنا واعتاد بعض المحسنين من أهل التجارة أن يُعلن عند حلول الشتاء ان لديه مستودعاً خصصه لخدمة أهل الخير من الذين يشترون بطانيات لغرض التبرع بها للفقير.. فجزى الله كل ساع للخير خيراً.. لكن لي ملاحظة حول هذا الموضوع وهو أن أصحاب التجارة ممن لديهم مستودعات.. وكذا المتبرعين يجب أن يتنبهوا إلى موسم حلول الشتاء قبل حلوله بشهر أو شهرين (شهر أكتوبر مثلاً).. قصدي ان برامج التبرعات يجب أن تبدأ عند القدوم، وليس عند الحلول الفعلي.. فالمسألة تحتاج إلى استلام وتسليم ونقل وتوزيع ثم انتفاع.. ولا يجب أن ينتظر المحسنون جزاهم الله خيراً بحلول "عزّ البرد" حتى يشعروا بالواجب تجاه الفقير.. وأعتقد بأن العملية تأخذ وقتاً، بحيث تنصرف شدة البرد وينتفي الغرض النبيل. الجمعيات عليها أن تعلن قرب حلول الموسم.. وتحث أهل الخير على التبرع بالجديد من الكساء والغطاء.. وفي رأيي أن النفع سيكون أعم.. والوطن وأبناء الوطن يعرفون المواسم، ويستطيعون رؤية نفع التبرعات إذا جاءت في وقتها - أو قبله.