شقّت قوات الحكم الليبي الجديد طريقها أمس إلى وسط مدينة سرت، مسقط رأس العقيد المخلوع معمر القذافي. وعلى رغم أن مناصري النظام السابق أبدوا مقاومة شرسة في الدفاع عن واحد من آخر معاقلهم، إلا أن قوتهم النارية تراجعت إلى حد كبير. وبدا أنها تقتصر حالياً على الرشاشات وبنادق القناصة المتمركزين في أبنية سكنية. وقال الثوار إن معركة الحسم دخلت «ساعاتها الأخيرة» وإن المدينة ستسقط في شكل كامل خلال يومين على أبعد تقدير. ومع ظهور بوادر انتصار الثوار، سُجّلت عمليات نهب واسعة وإحراق منازل يقوم بها مقاتلو المجلس الانتقالي خصوصاً في منطقة قصر أبو هادي التي يتحدر منها القذافي وتقطنها قبيلة القذاذفة صاحبة النفوذ الواسع في النظام السابق. وأقر بعض الثوار بأن عمليات السرقة ليست شيئاً حميداً، لكنهم قالوا إن الثوار الآتين من مدينة مصراتة يريدون «الانتقام» من النظام السابق. وفقدت مصراتة آلافاً من سكانها في الحصار الذي ضربه عليها نظام القذافي طوال أسابيع بعيد انطلاق الانتفاضة ضد القذافي في 17 شباط (فبراير) الماضي. وفي خطوة لافتة، سُجّل أمس وصول وفد من قبائل الزنتان إلى الدوحة لمقابلة مسؤولين قطريين وشكرهم على موقفهم المساند للثورة. وهذا الوفد الثاني من قبائل ليبيا يزور الدوحة خلال فترة قصيرة. وتلعب العاصمة القطرية حالياً دوراً لافتاً في رسم صورة التحالفات السياسية بعد سقوط نظام القذافي. ويأخذ منتقدون على القطريين ما يرونه وقوفهم إلى جانب طرف دون آخر في الثوار، خصوصاً تأييدهم الإسلاميين. ولفت، في هذا الإطار، تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس ونقلت فيه عن ديبلوماسيين غربيين في طرابلس استياءهم مما تقوم به الدوحة ودعمها للإسلاميين وعلى رأسهم الشيخ علي الصلابي المقيم في قطر والشيخ عبدالحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس. ونسبت الصحيفة إلى ديبلوماسي رفيع: «قطر لا تحترم (الاتفاقات)، وهناك شعور بأنها تتجاوز سيادة البلاد». في غضون ذلك (أ ف ب)، قال أحمد باني المتحدث باسم وزارة الدفاع في المجلس الوطني الانتقالي خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الليبية: «نطلب سحب الأسلحة الثقيلة من طرابلس ومن كل المدن المحررة وأن يتم جمعها خارج المدينة». وأضاف: «يستخدم البعض هذه الأسلحة للتسلية ما يعطي انطباعاً سلبياً عن الثورة والثوار».