حقق الثوار الليبيون، أمس، اختراقاً مهماً على الصعيدين السياسي والميداني. فقد أعلن ممثلو 23 مجلساً محلياً ليبياً في لقاء كبير عُقد في قطر ولاءهم للمجلس الوطني الانتقالي برئاسة مصطفى عبدالجليل، وأكدوا أن الثورة تتمدد إلى بقية المناطق بما في ذلك العاصمة طرابلس التي قالوا إنها تشهد حال «غليان» وإن بعض مناطقها تشهد مواجهات عنيفة بين الثوار والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي. أما على الصعيد الميداني فقد سيطر الثوار على مطار مصراتة بعد يومين من المعارك العنيفة مع قوات القذافي التي كانت تتحصن فيه، والتي فرّت بعدما اشعلت النار في آلياتها العسكرية. وجاء ذلك في وقت واصل الثوار تقدمهم غرباً في اتجاه زليتن التي تمثّل نقطة مهمة قبل طرابلس إذا ما سقطت في ايدي المعارضة. وحضر «ملتقى المجالس المحلية الليبية» في الدوحة أمس ممثلو 23 مجلساً، وشارك فيه وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود وديبلوماسيان فرنسي وبريطاني. وشهد الاجتماع تطوراً لافتاً تمثّل في كشف انضمام محمد قذاف الدم إلى الثوار، وهو إبن أخ أحمد قذاف الدم (جدّه محمد قذاف الدم شيخ القذاذفة). وقال أحمد قذاف الدم في بيان خلال الاجتماع إنه يطلب «من أهلي القذاذفة الحقيقيين، القذاذفة الجهاد، قذاذفة القرضابية، قرارة عافية، ومعركة محروقة، وأم الأرانب، ومعركة واو، أن تنضموا جميعاً إلى ثورة 17 فبراير (شباط)، وأقول لكم إن ليبيا الحرة ستحتضنكم أيها القذاذفة الأحرار ولا تصدقوا الترهات». وقال: «يا اخوتي في قبيلتنا الشريفة الكريمة: هذا وقت كتابة التاريخ وأنتم من أهله، هذا وقت الانحياز لليبيا الحرة». وأكد الناطق باسم المجالس المحلية الليبية الدكتور محمود عبدالعزيز الورفلي رداً على سؤال ل «الحياة» في مؤتمر صحافي، أن طرابلس «تغلي» وهي ثائرة حالياً وتشهد «مواجهات عنيفة جداً في سوق الجمعة» وأحياء أخرى، مشيراً إلى تحرك طلاب جامعات طرابلس على رغم الحصار المفروض على المدينة من كتائب القذافي. وقال الورفلي: «رسالتنا إلى الداخل (الليبي) هي: يا أبناء الوطن والمناطق المحاصرة نحن قادمون». وأضاف: «سندخل طرابلس قريباً... والنظام يتهالك ويتناثر من داخله والفجر قريب». ومن المقرر أن يُجري رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل محادثات اليوم مع كبار المسؤولين البريطانيين في لندن يُتوقع أن تركز على سبل الدعم الممكن أن تقدمه حكومة ديفيد كاميرون للثوار. ولبريطانيا حالياً بعثة عسكرية تنسق الاتصالات مع الثوار في بنغازي. ولم تحذو بريطانيا بعد حذو فرنسا وقطر وإيطاليا في الاعتراف بالمجلس ممثلاً شرعياً لليبيا بدل حكومة القذافي. في غضون ذلك (رويترز)، قال المقاتلون المعارضون في ليبيا انهم سيطروا على مطار مصراتة أمس بعد قتال عنيف مع قوات معمر القذافي بينما رفضوا دعوة من الاممالمتحدة لوقف اطلاق النار. وقال محمد جابر الناطق باسم المعارضة في اتصال هاتفي من مصراتة وهي مدينة ساحلية تبعد 190 كيلومتراً الى الشرق من طرابلس إن المطار «حرر» وإن المعارضة استولت على كميات كبيرة من الاسلحة بينها دبابات التي لا تزال تعمل. لكن وكالة «فرانس برس» اشارت إلى أن الدبابات أُحرقت قبل انسحاب قوات القذافي. وقال جابر إن مقاتلي المعارضة يعملون على تحرير القاعدة الجوية القريبة من المطار التي لا تزال تحت سيطرة القذافي. ولم يكن هناك تأكيد لتلك التصريحات من مصدر مستقل. وردا على دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف فوري للنار، قال عبد الرحمن المتحدث باسم المعارضة في اتصال تليفوني من بلدة الزنتان في منطقة الجبل الغربي ان المعارضة لا تثق في القذافي وان الوقت ليس وقت وقف اطلاق النار لأن القذافي لم يحترمه قط. وقال إن قوات القذافي أطلقت ما بين 20 و25 صاروخ غراد على المعارضين أمس فقتلت شخصاً وأصابت ثلاثة اخرين. الى ذلك، قال الاتحاد الاوروبي انه يعتزم فتح مكتب في مدينة بنغازي لتسهيل وصول المساعدات في مجال الرعاية الصحية والتعليمية ومساعدة المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة في تأمين الحدود. وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي: «لنكن واضحين.. يجب على القذافي التنحي عن السلطة.. يجب ان ينهي نظامه».