صرح رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا اثر اجتماعه مع وفد ليبي ليل الأربعاء الخميس أن العقيد معمر القذافي مستعد لإجراء انتخابات لتسوية النزاع في بلده شرط توقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي، فيما أكدت فرنسا مواصلة جهود الحرب ضد القذافي على رغم سحب حاملة طائراتها من العمليات العسكرية. وقال اورتيغا الصديق الشخصي للقذافي إن"ممثلي القذافي الذين يقومون بجولة في أميركا اللاتينية يقولون إن ليبيا تتخذ موقفاً مرناً جداً". وأضاف"انهم يقولون انهم لا يخشون تغييرات، لكن الشعب هو الذي يجب أن يقرر ويمارس حقه في التصويت". وتابع نقلاً عن الوفد الليبي الذي يقوده أمين اللجنة الشعبية للتخطيط والمالية عبد الحفيظ الزليطني"لكن لتحقيق هذا التغيير يجب وقف الحرب". وكان اورتيغا يتحدث في خطاب بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس القوات الجوية في نيكاراغوا. وأكد أن"التحالف البوليفاري لأميركا"الذي يضم دول أميركا اللاتينية"يدعم"اقتراح الزعيم الليبي. وأوضح رئيس نيكاراغوا الذي دعا إلى إنهاء حملة القصف الجوي التي يشنها حلف شمال الأطلسي على ليبيا، أن الوفد الليبي الذي يزور المنطقة"لم يأت لطلب مساعدة عسكرية". وزار الوفد في إطار جولته فنزويلا وسيتوجه أيضاً إلى كوبا والإكوادور وبوليفيا والبرازيل. في غضون ذلك، أعلنت فرنسا سحب حاملة طائراتها"شارل ديغول"من عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا، موضحة أنها مضطرة لإعادتها إلى حوض السفن لعمليات صيانة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن جهود الحرب التي تبذلها لن تضعف. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه في مقابلة مع الصحيفة المحلية"فار ماتان"الخميس إن"شارل ديغول"التي تقل ألفي شخص"ستبقى في ليبيا حتى العاشر من آب أغسطس وعلى البحارة العودة إلى تولون قبل 15 آب". و"شارل ديغول"اكبر سفينة حربية تشارك في العمليات العسكرية في ليبيا. وتحمل قاذفات من طراز"رافال"و"سوبر ايتاندار"وطائرات للمراقبة الجوية من نوع"هوكيي". وقال لونغيه"بعد مهمتها التي استمرت أربعة اشهر في المحيط الهندي، عادت لأقل من شهر إلى تولون قبل أن تبحر مجدداً إلى ليبيا في 20 آذار مارس". وتابع"علينا ألا نستنفد الرجال والمعدات". وذكرت وزارة الدفاع الفرنسية على موقعها على الإنترنت أن شارل ديغول"ستعود مع المجموعة الجوية على متنها وستبقى أشهراً عدة للتمكن من صيانتها تقنياً وتأهيل طاقمها قبل عودتها إلى العمليات". وشارل ديغول هي اكبر سفينة حربية أوروبية وحاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها البحرية الفرنسية، لذلك لا يمكن استبدالها بأي سفينة أخرى. ومع ذلك، اكد لونغيه"سنواصل جهد فرنسا التي تؤمن ربع الطلعات وثلث الضربات"التي تشن على النظام الليبي. وأوضح أن"سلاح الجو سيتولى المهمات"التي كانت تقوم بها حاملة الطائرات، موضحاً أن ست طائرات"رافال"ستنشر في مرحلة أولى في قاعدة سيغونيلا الجوية الإيطالية في صقلية التي زارها الوزير الفرنسي الأسبوع الماضي. وستضاف هذه الطائرات إلى خمس طائرات أخرى من النوع نفسه تتمركز في القاعدة. كما أرسلت فرنسا اربع مقاتلات من طراز"ميراج 2000"في قاعدة سود في جزيرة كريت وحاملة مروحيات"ميسترال"قبالة سواحل ليبيا. وقال الوزير الفرنسي"نحن في وضع إعادة انتشار لوسائلنا لإنجار المهمة الموكلة للحلف الأطلسي. على القذافي ألا يأمل في أي توقف". ويأتي القرار الفرنسي بسحب حاملة الطائرات"شارل ديغول"بعد سحب حاملة الطائرات الإيطالية"غاريبالدي"وتوقف طائرات النروج عن المشاركة في غارات الحلف. وقامت المقاتلات النروجية"أف-16 الأربع"بآخر طلعاتها في نهاية الأسبوع الماضي. إلى ذلك، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي أمس أن ناقلة ليبية سيطر المتمردون عليها على وشك الدخول إلى بنغازي معقل المعارضة بعد أن سمحت لها سفن الحلف التي تطبق حظراً على الأسلحة بالدخول. وذكرت مصادر مطلعة أن المعارضين الليبيين سيطروا على الناقلة"قرطاجنة"المملوكة لشركة شحن ليبية قبالة مالطا وإنها اتجهت صوب بنغازي. وتنقل الناقلة وقوداً يكفي لملايين السيارات. وتتبع هذه الشحنة شركة الشحن التابعة للحكومة الليبية لكنها ظلت في عرض البحر لشهور بعد أن وجدت نفسها معلقة بين جهود حلف شمال الأطلسي لمنع إعادة تزويد قوات القذافي بالوقود وأنباء عن أن قائدها من مؤيدي المعارضة. ميدانياً، تشهد الجبهات تباطؤاً منذ أسابيع بعد تقدم سريع وتراجع سريع أيضاً. وحالت ضربات جوية غربية استهدفت قوات القذافي دون هزيمة قوات المعارضة في الهجمات المضادة التي تشنها القوات الحكومية، لكنها لم تدخل بعد المسار اللازم لزحف المعارضة على طرابلس. وقال مسؤولو مستشفى في إجدابيا إن احد مقاتلي المعارضة قتل وأصيب آخرون في اشتباكات بالبريقة الأربعاء لكن المعارضة قالت إن الجبهة هادئة بينما أزالوا ألغاماً وضعتها القوات الحكومية. وكان نفى المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم الأربعاء المعلومات التي أشارت إلى تقدم قوات الثوار إلى داخل مدينة زليتن، وأكد أن المدينة وضواحيها لا تزال"تحت السيطرة الكاملة"لقوات النظام. وقال إبراهيم في مؤتمر صحافي"إن زليتن مدينة حرة تحت سيطرتنا الكاملة". وأضاف"لا أتكلم عن وسط زليتن. أتكلم عن المدينة بالكامل"، مندداً بما وصفه ب"أكاذيب"الثوار الذين اكدوا تقدمهم حتى وسط هذه المدينة. من جهة أخرى، عرض مسؤولون ليبيون في الجانب الغربي من زليتن على الصحافيين جثتي طفلين قالوا إنهما قتلا في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي. وفي الجبل الغربي حيث تأمل المعارضة أن تسيطر على بلدة تيجي، وهي آخر معقل للقذافي في المنطقة، توقف زحف قوات المعارضة نظراً لنقص الذخيرة. وأطلقت قوات القذافي نحو سبع زخات من المدفعية الثقيلة من تيجي على مواقع للمعارضة اليوم لكن قوات المعارضة لم ترد بإطلاق النار.