في الوقت الذي يكثر فيه الجدل حول قيادة المرأة للسيارة إثر الإعلان عن حملة «سأقود سيارتي بنفسي» وإدلاء الكثيرين من أهل العلم والمسؤولين والمتخصصين برأيه في القضية، يحاول التغريبيون والمنادون بحقوق المرأة الإيهام بأن القضية هي صراع فقهي أو مجتمعي يدور حول مسك المرأة لمقود السيارة وحقها في التنقل بها كما قادت المرأة دابتها في صدر الإسلام. إلا أن نخبة من الدعاة وأهل العلم، أرادوا أن يبينوا حقيقة مثل هذه الحملات ومن يقف وراءها، ويكشفوا ما تخفيه من مشاريع تغريبية داخلية وخارجية تستهدف البلاد وأمنها وتقوض موروثات أهلها الأخلاقية والقيمية، وتدعو إلى التمرد على القرار السياسي والشرعي. تعددت وجهات نظر المجتمع السعودي بين مؤيد ومعارض حول موضوع «قيادة المرأة السعودية السيارة»، إذ أكد معارضي هذه المطالبة أنها تتنافى مع مبادئ المجتمع السعودي الذي تعهد بتوفير التسهيلات والحماية والأمان للمرأة من دون التعارض مع أخلاقيات وثقافة المجتمع السعودي. السبب الأول: إعطاء فرصة أكبر للمرأة للخروج من بيتها في جميع الأوقات ومن دون أي قيود، لأنها أصبحت تملك حرية التنقل لوحدها من دون وجود زوجها أو سائقها أو محرمها، الأمر الذي قد يؤدي إلى نشوب خلافات عائلية وزوجية، الأمر الذي يتنافى مع الثقافة والعادات السائدة في المجتمع السعودي لعدم تقبل فكرة خروج المرأة السعودية لوحدها. السبب الثاني: احتمالية عالية في زيادة الازدحامات نتيجة تزايد استخدام السيارات الفردية بدل الاعتماد على سيارة العائلة للمرأة والابنة، الأمر الذي سيؤدي إلى اختناق الشوارع الفرعية والعامة بالسيارات وتفاقم مشكلات الأزمة المرورية وتعطيلها لسير الحركة اليومية مع المزيد من الحوادث وتزايد أعداد الوفيات. السبب الثالث: احتمالية زيادة المشكلات الأخلاقية في المجتمع السعودي نتيجة زيادة معاكسة الشباب وملاحقتهم للبنات، ما سيكثف جهود الدوريات وهيئة الأمر والنهي عن المعروف في منع حدوث هذه المواقف وحماية النساء من التعرض لها في غضون المجتمع السعودي المعروف بقيمه وأخلاقياته وحفاظه وصونه للمرأة. السبب الرابع: تنافس النساء مع الرجال على شراء أفخم أنواع السيارات الحديثة من باب المباهاة والتفاخر على حساب الأمور الحياتية الضرورية، ما سيؤدي إلى انتشار المزيد من المشكلات الاجتماعية وتفشي ظاهرة الطبقية في المجتمع النسائي. السبب الخامس: فرض مصاريف جديدة على الأزواج والآباء لشراء السيارات وتصليحها وتبديلها وتوفير ثمن وقودها وتأمينها وتحمل المسؤولية عند التعرض لحوادث أو أي معاكسة أو مطاردة، الأمر الذي يقتضي عبئاً مالياً على الأسرة وإجبار الأب على شراء أكثر من سيارة لسيدات العائلة بدلاً من توفير سيارة مع سائق تكفل للأسرة قضاء حوائجها. السبب السادس: تقلص أرباح شركات الأجرة، وذلك بالاعتماد الكبير على السيارات الشخصية، بالوقت الذي ستزداد فيه عوائد وأرباح البنوك بسبب لجوء الكثير إلى أخذ قروض لتغطية كلفة شراء السيارات الباهظة. [email protected]