وصفت قائمة «العراقية» بزعامة أياد علاوي نتائج اجتماع قادة الكتل السياسية بأنها «مخيبة للآمال» ولم تكن بالمستوى الذي تطمح اليه، فيما انتقد تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اتفاق الكتل على ابقاء مدربين اميركيين بعد نهاية العام الحالي، وعدّ ذلك «مخالفاً لتطلعات الشعب العراقي». وكان قادة الكتل السياسية اجتمعوا مساء الثلثاء في منزل رئيس الجمهورية جلال طالباني لبحث المسائل العالقة على الساحة العراقية، واتفقوا خلال الإجتماع على بقاء عدد من المدربين الأميركيين في العراق لكن من دون منحهم الحصانة، فيما فشلوا في التوصل الى إتفاق في شأن الوزارات الأمنية الشاغرة إضافة الى الملفات العالقة الأخرى مثل «مجلس السياسات الاستراتيجية» وبنود اتفاق أربيل. واعتبرت «العراقية» نتائج الاجتماع الذي شهد انسحاب زعيميها اياد علاوي وطارق الهاشمي «مخيبة للامال» وأنها «لم تأت بجديد ينتشل الواقع العراقي من ازماته». وقال القيادي في القائمة حامد المطلك ل «الحياة» ان «الاجتماع لم يكن بمستوى الطموح ونتائجه كانت بعيدة من توقعات الشعب العراقي الذي كان يأمل في أن يتم حسم الملفات الخلافية بين الكتل السياسية». وأضاف: «مكونات القائمة العراقية ستعقد اجتماعاً لبحث المستجدات على الساحة السياسية ونتائج اجتماع قادة الكتل». وأشار الى ان «الصورة لا تزال ضبابية في شأن المسائل العالقة والتي لم تنفذ من اتفاق اربيل». وعلمت «الحياة» من مصدر مطلع في «العراقية» ان طالباني اتصل بقادة القائمة بعد الاجتماع ووعد بعقد اجتماع آخر خلال الايام المقبلة، يخصص لبحث الخلافات وخصوصاً الوزرات الامنية الشاغرة ومجلس السياسات العليا. ورجح المصدر ان يكون اجتماع الثلثاء تم بطلب من الجانب الاميركي الذي يسعى الى تحديد مصير قواته بعد انتهاء مدة الاتفاق الامني، لذا اقتصرت المناقشات على موضوع المدربين العسكريين والحصانة القانونية لهم. وقال رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري كرار الخفاجي إنه «كان على الكتل السياسية الإتفاق خلال إجتماع قادة الكتل على عدم بقاء أي جندي أميركي وتحت أي مسمى في العراق». وأضاف الخفاجي في مؤتمر صحافي «كنا نأمل أن يكون موقف الكتل السياسية منسجماً مع تطلعات الشعب العراقي المطالب بعدم بقاء أي جندي من قوات الإحتلال الأميركية تحت أي عنوان». وتابع «الشعب العراقي اليوم لا يريد تمديداً للوجود الأميركي لما بعد العام 2011، ووفق الإتفاق المبرم بين بغداد وواشنطن، ولكن قادة الكتل السياسية خرجوا بنتائج مخالفة لتطلعات الشعب العراقي ومطالبه». وأشادت كتلة «المجلس الاسلامي الاعلى» المنضوية في «التحالف الوطني» بنتائج الاجتماع، وقال النائب عن الكتلة عبد الحسين عبطان «نشيد بقرار قادة الكتل واتفاقهم على عدم منح الحصانة القانونية للمدربين الأميركيين بعد نهاية العام». وأضاف إن «القرار جاء مخالفاً لرغبة الولاياتالمتحدة بإعطاء حصانة لمدربيها، وهذا ما يثبت استقلالية القرار العراقي وسيادته». يذكر ان العراق والولاياتالمتحدة وقعا نهاية العام 2008 اتفاقاً امنياً يقضي بانسحاب كامل القوات الاميركية بنهاية العام 2011، واتفقت الكتل السياسية في ايار (مايو) الماضي على بدء الحكومة محادثات مع الجانب الاميركي في شأن إبقاء عدد من المدربين الاميركيين بعد موعد الانسحاب.