يتحدد الليلة أول الفرق السعودية المتأهلة إلى دوري الثمانية في دوري أبطال آسيا، وذلك عندما يقام اللقاء الكبير بين الفريقين السعوديين الاتحاد والهلال على ملعب الأول في مواجهة لم يتمنَّها السعوديون على الإطلاق كون أحدهما سيغادر باكراً وبالتالي ستفقد الكرة السعودية أحد أهم ممثليها في البطولة الآسيوية، إلا أن نتائج منافسات المجموعات وضعت الفريقين وجهاً لوجه، فالاتحاد حلّ أولاً في المجموعة الثالثة فيما جاء الهلال ثانياً في المجموعة الأولى. الاتحاد قدم مستويات كبيرة في الأدوار الأولى وحسم تأهله منذ الجولة الرابعة، ويتطلع مدربه الجديد البلجيكي ديمتري الذي جاء خلفاً للمقال البرتغالي توني أوليفيرا، مواصلة المشوار الآسيوي بنفس القوة والثبات بعد أن ظهر الفريق بصورة باهتة في المنافسات المحلية وخرج خالي الوفاض من مسابقتي الدوري وكأس ولي العهد، وديمتري ليس بغريب على الفريق الاتحادي وسبق له قيادة الفريق الأصفر في أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، وكانت آخر البطولات التي حققها مع الاتحاد على حساب الهلال في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين قبل ثلاثة مواسم. الصفوف الاتحادية متخمة بالأسماء الكبيرة القادرة على تحقيق طموحات جماهيره، كما أن الفريق يعيش أفضل أحواله الفنية هذا الموسم بعد الفوز الكبير على النصر في الجولة الأخيرة من مواجهات الدوري، كما أن اللاعبين يسعون جاهدين إلى تقديم أنفسهم كما يجب للمدرب الجديد، ويرى عشاق الفريق الأصفر أن البلجيكي ديمتري من خيرة المدربين الذين أجادوا الاستفادة من إمكانات اللاعبين وتسخيرها بالصورة المطلوبة على أرض الميدان، ودائماً ما يبني ديمتري مخططاته الفنية على تحركات المخضرم محمد نور صاحب الأداء الكبير والروح القتالية العالية، ومتى ما حضر نور بكامل جاهزيته الذهنية والبدنية فستكون الأفضلية الميدانية لمصلحة الخطوط الاتحادية، ولدى المدرب البلجيكي أيضاً عناصر قوة في مختلف المراكز بوجود البرتغالي الرائع باولو جورج وكذلك المهاجمين الخطيرين الجزائري عبدالملك زياية ومحمد الراشد، وكلاهما يجيد الوصول إلى المرمى من أقصر الطرق، ولعل أبرز ما يقلق محبي الفريق عدم مواكبة خط الدفاع لحيوية بقية الخطوط، فالهفوات الدفاعية تكررت في المواجهات الأخيرة وتسببت في ولوج أهداف سهلة في المرمى الأصفر. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الهلال بطموحات تعانق السماء لكسر عناد البطولة الآسيوية والبحث عن التأهل إلى مونديال كأس العالم للأندية وهي الإنجاز الوحيد الغائب عن الخزائن الزرقاء، ولن تكون المهمة الهلالية سهلة وهم يصطدمون بفريق متمرس في المواجهات الآسيوية بقامة الاتحاد، والمدرب الأرجنتيني كالديرون يعرف خطوط خصمه جيداً كونه أشرف على تدريبه في السنوات الماضية ويدرك قوة الاتحاد وصعوبة تجاوزه على أرضه وبين جماهيره، ما يجعله لا يتردد في عدم المجازفة في الشق الهجومي على حساب الخطوط الخلفية. الهلال الرابح الأكبر في الموسم الحالي، إذ ظفر ببطولتي الدوري وكأس ولي العهد للموسم الثاني على التوالي ويمنّي مدربه النفس بتتويج تفوقه والعبور للمرحلة المقبلة من دوري أبطال آسيا، وهو الآخر يملك أجندة ثقيلة جداً تستطيع منحه الأفضلية الميدانية والعودة ببطاقة التأهل، إذ إن لديه قوة جبارة في خط الوسط بوجود الروماني رادوي على محور الارتكاز كمساند قوي في المهام الدفاعية، فيما يتفرغ أحمد الفريدي ومحمد الشلهوب وويلهامسون للتحرك نحو مرمى الخصوم ودائماً ما يشكلون خطورة بالغة تفوق ما يقدمه ثنائي المقدمة ياسر القحطاني والمصري أحمد علي. الخطوط الزرقاء تعتمد على الكرات البينية السريعة في ملعب الخصم وينجح لاعبو الفريق في تجهيز الكرات الخطيرة إلا أن سلبية ياسر القحطاني وأحمد علي في خط المقدمة وعدم إجادتهما الاستفادة من الفرص السهلة أضاع على الفريق انتصارات كانت تبدو في متناول اليد، ومن المنتظر أن يحد المدرب الأرجنتيني كالديرون من مشاركات ظهيري الجنب الكوري لي يونغ وعبدالله الزوري في الشق الهجومي خشية استفادة الاتحاديين من المساحات المتاحة في الخطوط الخلفية، خصوصاً أن مشاركة أهم العناصر الدفاعية أسامة هوساوي غير مؤكدة بسبب الإصابة.